الخامس لأنا سنبين أن المقصود من القراءة التفكر والترتيل معين عليه . الترتيل هو المستحب في هيئة القرآن
ولذلك نعتت رضي الله عنها قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا وقال ابن عباس رضي الله عنه لأن أقرأ البقرة وآل عمران أرتلهما وأتدبرهما أحب إلي من أن أقرأ القرآن هذرمة . أم سلمة
وقال أيضا : لأن أقرأ إذا زلزلت والقارعة أتدبرهما أحب إلي من أن أقرأ البقرة وآل عمران تهذيرا .
وسئل مجاهد عن رجلين دخلا في الصلاة فكان قيامهما واحدا إلا أن أحدهما قرأ البقرة فقط ، والآخر القرآن كله ، فقال : هما في الأجر سواء .
واعلم أن الترتيل مستحب لا لمجرد التدبر فإن العجمي الذي لا يفهم معنى القرآن يستحب له في القراءة أيضا الترتيل والتؤدة ; لأن ذلك أقرب إلى التوقير والاحترام ، وأشد تأثيرا في القلب من الهذرمة ، والاستعجال .