العاشر تحسين القراءة وترتيلها بترديد الصوت من غير تمطيط مفرط يغير النظم فذلك سنة قال صلى الله عليه وسلم : زينوا القرآن بأصواتكم وقال عليه السلام : ما أذن الله لشيء إذنه لحسن الصوت بالقرآن وقال صلى الله عليه وسلم : ليس منا من لم يتغن بالقرآن فقيل أراد به الاستغناء وقيل : أراد به الترنم ، وترديد الألحان به ، وهو أقرب عند أهل اللغة .
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ليلة ينتظر عائشة رضي الله عنها فأبطأت عليه فقال صلى الله عليه وسلم : ما حبسك قالت ؟ : يا رسول الله كنت أستمع قراءة رجل ما سمعت أحسن صوتا منه فقام صلى الله عليه وسلم حتى استمع إليه طويلا ، ثم رجع ، فقال صلى الله عليه وسلم : هذا سالم مولى أبي حذيفة الحمد لله الذي جعل في أمتي مثله واستمع صلى الله عليه وسلم أيضا ذات ليلة إلى عبد الله بن مسعود ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، فوقفوا طويلا ، ثم قال صلى الله عليه وسلم من أراد أن يقرأ القرآن غضا طريا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد
وقال صلى الله عليه وسلم لابن مسعود : اقرأ علي ، فقال : يا رسول الله أقرأ عليك ، وعليك أنزل ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : إني أحب أن أسمعه من غيري فكان يقرأ وعينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تفيضان واستمع صلى الله عليه وسلم إلى قراءة أبي موسى فقال : لقد أوتي هذا من مزامير آل داود ، فبلغ ذلك أبا موسى ، فقال : يا رسول الله لو علمت أنك تسمع ، لحبرته لك تحبيرا ورأى هيثم القارئ رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام قال ، فقال لي : أنت الهيثم الذي تزين القرآن بصوتك ؟ قلت : نعم ، قال : جزاك الله خيرا .
وفي الخبر كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتمعوا أمروا أحدهم أن يقرأ سورة من القرآن وقد كان عمر يقول لأبي موسى رضي الله عنهما ذكرنا ربنا فيقرأ عنده حتى يكاد وقت الصلاة أن يتوسط فيقال : يا أمير المؤمنين الصلاة الصلاة فيقول أولسنا في صلاة إشارة إلى قوله عز وجل ولذكر الله أكبر وقال صلى الله عليه وسلم من استمع إلى آية من كتاب الله عز وجل كانت له نورا يوم القيامة ، وفي الخبر كتب له عشر حسنات ومهما عظم أجر الاستماع ، وكان التالي هو السبب فيه كان شريكا في الأجر إلا أن يكون قصده الرياء والتصنع .


