إنا أنزلناه في ليلة القدر أراد القرآن وما سبق له ذكر . وقوله تعالى :
وقال عز وجل : حتى توارت بالحجاب أراد الشمس وما سبق لها ذكر وقوله تعالى : والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى أي يقولون : ما نعبدهم .
وقوله عز وجل : فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك معناه لا يفقهون حديثا يقولون : ما أصابك من حسنة فمن الله فإن لم يرد هذا كان مناقضا لقوله قل كل من عند الله وسبق إلى الفهم منه مذهب القدرية ومنها المنقول المنقلب كقوله تعالى وطور سينين أي طور سيناء ، سلام على آل ياسين أي على إلياس وقيل إدريس لأن في حرف سلام على إدراسين ومنها المكرر القاطع لوصل الكلام في الظاهر ، كقوله عز وجل ابن مسعود وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وقوله عز وجل: قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم معناه : الذين استكبروا لمن آمن من الذين استضعفوا ومنها المقدم والمؤخر وهو مظنة الغلط كقوله عز وجل ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى معناه لولا الكلمة وأجل مسمى لكان لزاما ولولاه لكان نصبا كاللزام .
وقوله تعالى: يسألونك كأنك حفي عنها أي: يسألونك عنها كأنك حفي بها وقوله عز وجل: لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم كما أخرجك ربك من بيتك بالحق فهذا الكلام غير متصل وإنما هو عائد إلى قوله السابق قل الأنفال لله والرسول ، كما أخرجك ربك من بيتك بالحق ، أي فصارت أنفال الغنائم لك إذ أنت ، راض بخروجك وهم كارهون فاعترض بين الكلام الأمر بالتقوى وغيره ومن هذا النوع قوله عز وجل حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه الآية .