وإنما أدبه القرآن بمثل قوله تعالى : خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وقوله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي وقوله : واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور وقوله : ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور وقوله : فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين وقوله : وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم ، وقوله : ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وقوله : والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين وقوله : اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ولما كسرت رباعيته وشج يوم أحد فجعل الدم يسيل على وجهه وهو يمسح الدم ويقول : ليس لك من الأمر شيء تأديبا له على ذلك . كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم ، فأنزل الله تعالى :
وأمثال هذه التأديبات في القرآن لا تحصر وهو صلى الله عليه وسلم المقصود الأول بالتأديب والتهذيب ، ثم منه يشرق النور على كافة الخلق ، فإنه ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : أدب بالقرآن ، وأدب الخلق به ، . بعثت لأتمم مكارم الأخلاق