الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وكان عرقه صلى الله عليه وسلم في وجهه كاللؤلؤ أطيب من المسك الأذفر .

التالي السابق


(وكان عرقه صلى الله عليه وسلم ) العرق محركة : ما يترشح من الجلد ، (في وجهه كاللؤلؤ) في الصفاء والبياض ، روى مسلم في المناقب من حديث أنس : " كان أزهر اللون ، كأن عرقه اللؤلؤ " الحديث ، وروى البيهقي من حديث عائشة " كان يخصف نعله ، وكنت أغزل فنظرت إليه ، فجعل جبينه يعرق ، وجعل عرقه يتلألأ نورا " ، وروى أيضا من حديث علي "كأن عرقه اللؤلؤ " ، (أطيب من المسك الأذفر) ، أي : شديد الرائحة ، رواه البيهقي من حديث علي ، ولريح عرقه أطيب من المسك الأذفر ، وفي سنده رجل مجهول .

وروى مسلم من طريق سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس قال : دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم - فنام عندنا ، فعرق وجاءت أمي بقارورة ، فجعلت تسلت العرق فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم - فقال : " يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين ؟ قالت : هذا عرق نجعله لطيبنا ، وهو أطيب الطيب " ، ورواه أيضا من طريق أبي قلابة عن أنس ، عن أم سليم ، " أن النبي صلى الله عليه وسلم - كان يأتيها فيقيل عندها ، فتبسط له نطعا ، فيقيل عليه ، وكان كثير العرق ، فكانت تجمع عرقه ، فتجعله في الطيب ، والقوارير ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم - يا أم سليم ، ما هذا قالت عرقك أذوف به طيبي " .




الخدمات العلمية