وَأَعْلَمُ عِلْمًا لَيْسَ بِالظَّنِّ أَنَّهُ إِذَا زَالَ مَالُ الْمَرْءِ فَهْوَ ذَلِيلُ وَأَنَّ لِسَانَ الْمَرْءِ مَا لَمْ تَكُنْ لَهُ
حَصَاةٌ عَلَى عَوْرَاتِهِ لَدَلِيلُ
لِسَانُ الْفَتَى نَصِفٌ وَنِصْفٌ فُؤَادُهُ فَهَلْ بَعْدُ إِلَّا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالدَّمِ
وَكَائِنٍ تَرَى مِنْ سَاكِتٍ لَكَ مُعْجِبٍ زِيَادَتُهُ أَوْ نَقْصُهُ فِي التَّكَلُّمِ
تَرَى الْمَرْءَ مَخْلُوقًا وَلِلْعَيْنِ حَظُّهَا وَلَيْسَ بِإِخْفَاءِ الْأُمُورِ بِخَابِرِ
وَذَاكَ كَمَاءِ الْبَحْرِ لَسْتَ مُسِيغَهُ وَيَعْجَبُ مِنْهُ سَاجِيًا كُلُّ نَاظِرِ
وأعلم علما ليس بالظن أنه إذا زال مال المرء فهو ذليل وأن لسان المرء ما لم تكن له
حصاة على عوراته لدليل
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فهل بعد إلا صورة اللحم والدم
وكائن ترى من ساكت لك معجب زيادته أو نقصه في التكلم
ترى المرء مخلوقا وللعين حظها وليس بإخفاء الأمور بخابر
وذاك كماء البحر لست مسيغه ويعجب منه ساجيا كل ناظر