الآفة السادسة . التقعر في الكلام
بالتشدق وتكلف السجع والفصاحة والتصنع فيه بالتشبيبات والمقدمات وما جرى به عادة المتفاصحين المدعين للخطابة وكل ذلك من التصنع المذموم ومن التكلف الممقوت الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : وقال صلى الله عليه وسلم : أنا وأتقياء أمتي برآء من التكلف وقالت إن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا الثرثارون المتفيهقون المتشدقون في الكلام فاطمة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . " شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم ، يأكلون ألوان الطعام ، ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام
" وقال صلى الله عليه وسلم : " ألا هلك المتنطعون "، ثلاث مرات وقال والتنطع هو التعمق والاستقصاء رضي الله عنه: إن شقاشق الكلام من شقاشق الشيطان وجاء عمر عمرو بن سعد بن أبي وقاص إلى أبيه سعد يسأله حاجة، فتكلم بين يدي حاجته بكلام، فقال له سعد : ما كنت من حاجتك بأبعد منها اليوم، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وكأنه أنكر عليه ما قدمه على الكلام من التشبب ، والمقدمة المصنوعة المتكلفة ، وهذا أيضا من آفات اللسان ، ويدخل فيه كل سجع متكلف ، وكذلك التفاصح الخارج عن حد العادة وكذلك يأتي على الناس زمان يتخللون الكلام بألسنتهم كما تتخلل البقرة الكلأ بألسنتها إذ قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بغرة في الجنين ، فقال بعض قوم الجاني : كيف ندي من لا شرب ولا أكل ، ولا صاح ولا استهل . التكلف بالسجع في المحاورات
ومثل ذلك بطل فقال أسجعا كسجع الأعراب ؟! وأنكر ذلك لأن أثر التكلف والتصنع بين عليه بل ينبغي أن يقتصر في كل شيء على مقصوده ومقصود الكلام التفهيم للغرض وما وراء ذلك تصنع مذموم ، ولا يدخل في هذه تحسين ألفاظ الخطابة والتذكير من غير إفراط وإغراب فإن المقصود منها تحريك القلوب وتشويقها وقبضها وبسطها فلرشاقة اللفظ تأثير فيه ؛ فهو لائق به فأما المحاورات التي تجري لقضاء الحاجات فلا يليق بها السجع والتشدق والاشتغال به من التكلف المذموم ، ولا باعث عليه إلا الرياء ، وإظهار الفصاحة والتميز بالبراعة وكل ذلك مذموم يكرهه الشرع ، ويزجر عنه .