فأما فهو التعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصريحة وأكثر ذلك يجري في ألفاظ الوقاع ، وما يتعلق به ؛ فإن لأهل الفساد عبارات صريحة فاحشة يستعملونها فيه ، وأهل الصلاح يتحاشون عنها بل يكنون عنها ويدلون عليها بالرموز فيذكرون ما يقربها ويتعلق بها وقال حده وحقيقته إن الله حي كريم يعفو ويكنو ، كنى باللمس عن الجماع فالمسيس واللمس والدخول والصحبة كنايات عن الوقاع وليست بفاحشة وهناك ، عبارات فاحشة يستقبح ذكرها ويستعمل أكثرها في الشتم والتعيير وهذه العبارات متفاوتة في الفحش ، وبعضها أفحش من بعض ، وربما اختلف ذلك بعادة البلاد وأوائلها مكروهة ، وأواخرها محظورة وبينهما درجات يتردد فيها وليس يختص هذا بالوقاع ، بل بالكناية بقضاء الحاجة عن البول والغائط أولى من لفظ التغوط والخراء وغيرهما فإن هذا أيضا ما يخفى وكل ما يخفى يستحيا منه ، فلا ينبغي أن يذكر ألفاظه الصريحة ؛ فإنه فحش وكذلك يستحسن في العادة ابن عباس ، فلا يقال : قالت زوجتك كذا ، بل يقال : قيل في الحجرة أو من وراء الستر أو قالت أم الأولاد فالتلطف في هذه الألفاظ محمود والتصريح فيها يفضي إلى الفحش وكذلك من به عيوب يستحيا منها فلا ينبغي أن يعبر عنها بصريح لفظها ، كالبرص والقرع والبواسير بل يقال : العارض الذي يشكوه ، وما يجري مجراه ، فالتصريح بذلك داخل في الفحش وجميع ذلك من آفات اللسان . الكناية عن النساء
قال العلاء بن هارون وكان : يتحفظ في منطقه ، فخرج تحت إبطه خراج فأتيناه نسأله لنرى ما يقول ، فقلنا : من أين خرج ؟ فقال : من باطن اليد . عمر بن عبد العزيز