وقال عطاء بن يسار قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : أكذب على أهلي ؟ قال : لا خير في الكذب . قال : أعدها وأقول لها قال : لا جناح عليك .
وروي أن ابن أبي عذرة الدؤلي ، وكان في خلافة رضي الله عنه كان يخلع النساء اللاتي يتزوج بهن فطارت ، له في الناس من ذلك أحدوثة يكرهها فلما علم بذلك أخذ بيد عبد الله بن الأرقم حتى أتى به إلى منزله، ثم قال ، لامرأته : أنشدك بالله هل تبغضيني ؟ قالت : لا تنشدني قال : فإني أنشدك الله . قالت : نعم ، فقال عمر لابن الأرقم : أتسمع ثم انطلقا حتى أتيا رضي الله عنه فقال إنكم لتحدثون إني أظلم النساء وأخلعهن فاسأل ، عمر ابن الأرقم فسأله ، فأخبره ، فأرسل إلى امرأة ابن أبي عذرة ، فجاءت هي وعمتها، فقال : أنت التي تحدثين لزوجك أنك تبغضينه ؟ فقالت : إني أول من تاب وراجع أمر الله تعالى ، إنه ناشدني فتحرجت أن أكذب أفأكذب يا أمير المؤمنين ؟ قال : نعم ، فاكذبي ؛ فإن كانت إحداكن لا تحب أحدنا فلا تحدثه بذلك ؛ فإن أقل البيوت الذي يبنى على الحب ، ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والأحساب .
وعن النواس بن سمعان الكلابي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لي : أراكم تتهافتون في الكذب تهافت الفراش في النار، كل الكذب يكتب على ابن آدم ، لا محالة إلا أن يكذب الرجل في الحرب فإن الحرب خدعة أو يكون بين الرجلين شحناء فيصلح بينهما أو يحدث امرأته يرضيها وقال ثوبان الكذب كله إثم إلا ، ما نفع به مسلما أو دفع عنه ضررا .
وقال رضي الله عنه : إذا حدثتكم عن النبي صلى الله عليه وسلم فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فالحرب خدعة . علي
فهذه الثلاث ورد فيها صريح ، وفي معناها ما عداها إذا ارتبط به مقصود صحيح له أو لغيره . الاستثناء