وقال جابر كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فأتى على قبرين يعذب صاحباهما ، فقال : إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان يغتاب الناس ، وأما الآخر فكان لا يستنزه من بوله فدعا . بجريدة رطبة ، أو جريدتين فكسرهما ، ثم أمر بكل كسرة فغرست على قبر وقال : أما إنه سيهون من عذابهما ما كانتا رطبتين . أو ما لم ييبسا .
ولما رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ماعزا في الزنا قال رجل لصاحبه : هذا أقعص كما يقعص الكلب فمر صلى الله عليه وسلم وهما معه بجيفة فقال انهشا منها فقالا : يا رسول الله ، ننهش جيفة ؟! فقال : ما أصبتما من أخيكما أنتن من هذه .
وكان الصحابة رضي الله عنهم يتلاقون بالبشر ولا يغتابون عند الغيبة ، ويرون ذلك أفضل الأعمال ويرون خلافه عادة المنافقين وقال من أكل لحم أخيه في الدنيا قرب إليه لحمه في الآخرة وقيل له : كله ميتا كما أكلته حيا . فيأكله فينضج ويكلح وروي مرفوعا كذلك وروي أن رجلين كانا قاعدين عند باب من أبواب المسجد فمر بهما رجل كان مخنثا فترك ذلك ، فقالا : لقد بقي فيه منه شيء وأقيمت . الصلاة ، فدخلا فصليا مع الناس فحاك ، في أنفسهما ما قالا ، فأتيا عطاء فسألاه ، فأمرهما أن يعيدا الوضوء والصلاة وأمرهما أن يقضيا الصيام إن ، كانا صائمين وعن مجاهد أنه قال في أبو هريرة ويل لكل همزة لمزة ، الهمزة الطعان في الناس وقال قتادة ذكر لنا أن واللمزة الذي يأكل لحوم الناس ; ثلث من الغيبة ، وثلث من النميمة وثلث من البول وقال عذاب القبر ثلاثة أثلاث الحسن والله للغيبة أسرع في دين الرجل المؤمن من الأكلة في الجسد وقال بعضهم : أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم ، ولا في الصلاة ، ولكن في وقال الكف عن أعراض الناس إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوبك وقال ابن عباس يبصر أحدكم القذى في عين أخيه ، ولا يبصر الجذع في عين نفسه وكان أبو هريرة الحسن يقول : ابن آدم ، إنك لن تصيب حقيقة الإيمان حتى لا تغيب الناس بعيب هو فيك ، وحتى تبدأ بصلاح ذلك الغيب فتصلحه من ، فإذا فعلت ذلك كان شغلك في خاصة نفسك ، وأحب العباد إلى الله من كان هكذا وقال مر مالك بن دينار عيسى عليه السلام ومعه الحواريون بجيفة كلب ، فقال الحواريون : ما أنتن ريح هذا الكلب ! فقال عليه الصلاة والسلام ما أشد بياض أسنانه ! كأنه صلى الله عليه وسلم نهاهم عن الغيبة، ونبههم على أنه لا يذكر من شيء من خلق الله إلا أحسنه وسمع علي بن الحسين رجلا يغتاب آخر ، فقال له : . إياك والغيبة ؛ فإنها إدام كلاب الناس