الرابع : تحذير المسلم من الشر فإذا رأيت فقيها يتردد إلى مبتدع ، أو فاسق ، وخفت أن تتعدى إليه بدعته وفسقه فلك أن تكشف له بدعته وفسقه مهما كان الباعث لك الخوف عليه من سراية البدعة والفسق لا غيره ، وذلك موضع الغرور إذ قد يكون الحسد هو الباعث ويلبس الشيطان ذلك بإظهار الشفقة على الخلق وكذلك من اشترى مملوكا ، وقد عرفت المملوك بالسرقة أو بالفسق ، أو بعيب آخر ، فلك أن تذكر ذلك ؛ فإن سكوتك ضرر المشتري ، وفي ذكرك ضرر العبد والمشتري أولى بمراعاة جانبه وكذلك المزكي إذا سئل عن الشاهد ، فله الطعن فيه إن علم مطعنا وكذلك المستشار في التزويج وإيداع الأمانة له أن يذكر ما يعرفه على قصد النصح للمستشير لا على قصد الوقيعة فإن علم أنه يترك التزويج بمجرد قوله : لا تصلح لك ، فهو الواجب وفيه الكفاية ، وإن علم أنه لا ينزجر إلا بالتصريح بعيبه ، فله أن يصرح به إذ ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أترعوون : عن ذكر الفاجر ؟ اهتكوه حتى يعرفه الناس اذكروه بما فيه حتى يحذره الناس .
وكانوا يقولون : ثلاثة لا غيبة لهم : الإمام الجائر ، والمبتدع ، والمجاهر بفسقه .


