التاسع عشر : في عندها جنة المأوى [النجم : 15] الكلام على قوله تعالى :
قال : هذا تعريف بموضع جنة المأوى وأنها عند سدرة المنتهى ، وهي عن يمين العرش ، وقيل أوى إليها القرطبي آدم عليه الصلاة والسلام إلى أن أخرج منها . وقيل : إن أرواح المؤمنين كلهم في جنة المأوى ، وهي تحت العرش فيتنعمون [بنعيمها ويتنسمون بطيب ريحها] . وقيل : لأن جبريل وميكائيل عليهما السلام يأويان إليها .
اللباب : «جملة ابتدائية في موضع الحال ، والأحسن أن يكون الحال الظرف ، وجنة المأوى فاعل به . والعامة أن جنة اسم مرفوع وقرأ أمير المؤمنين علي ، ، وأبو الدرداء ، وأبو هريرة وابن الزبير ، من الصحابة رضي الله تعالى عنهم وأنس وزر بن حبيش ، ومحمد بن كعب من التابعين : جنه فعلا ماضيا ، والهاء ضمير المفعول يعود للنبي صلى الله عليه وسلم ، والمأوى فاعل [ ص: 51 ] بمعنى ستره إيواء الله إياه . ويقال ضمه البيت والليل ، وقيل جنه بظلاله ودخل فيه» .
قال الإمام الرازي : «ويحتمل أن يكون الضمير في «عندها» على هذه القراءة عائدا إلى النزلة ، أي عند النزلة جن محمدا المأوى ، أي ستره ، والصحيح أنه عائد إلى السدرة» .
اللباب : «وهذا قول الجمهور ، وقد أنكرت رضي الله تعالى عنها هذه القراءة ، وتبعها جماعة وقالوا : «أجن الله من قرأها» . فإذا ثبتت قراءة عن مثل هؤلاء فلا سبيل إلى ردها . عائشة
ولكن المستعمل إنما هو «أجنه» رباعيا ، فإن استعمل ثلاثيا تعدى «بعلى» ، كقوله تعالى :
فلما جن عليه الليل [الأنعام : 76] . وقال أبو البقاء : هو شاذ والمستعمل : أجنه» .