الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              تنبيهات

                                                                                                                                                                                                                              الأول : ذكر ابن إسحاق وابن سعد أن أول من هاجر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد . وروى ابن أبي شيبة والبخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه أنه قال : أول من قدم علينا المدينة من المهاجرين مصعب بن عمير . قال الحافظ : «فيجمع بينهما بحمل الأولية في أحدها على صفة خاصة . فقد جزم ابن عقبة بأن أول من قدم من المهاجرين مطلقا أبو سلمة بن عبد الأسد ، وكان رجع من الحبشة إلى مكة ، فأوذي بمكة ، فبلغه ما وقع للاثني عشر من الأنصار في العقبة الأولى ، فتوجه إلى المدينة في أثناء السنة ، فيجمع بين ذلك وبين ما وقع في حديث البراء بأن أبا سلمة خرج لا لقصد الإقامة بالمدينة بل فرارا من المشركين ، بخلاف مصعب بن عمير فكان على نية الإقامة بالمدينة» .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : جزم أبو عمر بأن ليلى بنت أبي حثمة بن غانم أول ظعينة دخلت المدينة من المهاجرات ، وقال موسى بن عقبة : بل أم سلمة فالله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث : ذكر ابن إسحاق في مهاجرات بني [غنم بن] دودان بن أسد : بنات جحش وذكر فيهن أم حبيبة- بالهاء- وقال السهيلي : أم حبيب- بغير هاء- وقال أبو عمر : هو قول الأكثر ، قال الحافظ : كذا قال . قلت لأن قصتها في الاستحاضة رواها الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها . وقال عمرو بن الحارث ، ومحمد بن إسحاق وابن أبي ذئب كلهم عن الزهري : أم حبيبة بالهاء وقال معمر عنه : أم حبيب بغير هاء ، وقال يحيى بن أبي كثير عن أم سلمة عن أم حبيبة بالهاء . وقال ابن عيينة عن الزهري : أم حبيبة أو حبيب على الشك . فظهر من هذا أن أكثر الرواة قالوا : أم حبيبة بالهاء خلافا لما قاله أبو عمر . قال في العيون : «وأما ابن عساكر فعنده أم حبيبة واسمها حمنة فهما أي بنات جحش ثنتان على هذا» . انتهى . قلت : كان مستند الحافظ ابن عساكر في ذلك ما رواه أبو داود والترمذي عن عمران بن طلحة عن عبيد الله عن أمه حمنة بنت جحش قالت : كنت أستحاض فذكر الحديث . فلما رأى الحافظ ابن عساكر حديث الاستحاضة تارة يروى عن حمنة بنت جحش وتارة يروى عن أم حبيبة ظن أن اسم أم حبيبة حمنة ، وليس كذلك فإن حمنة غير أم حبيبة وكل منهما استحيض . وقد ذكر ابن إسحاق وابن سعد وغيرهما بنات جحش وسموهن وذكروا أزواجهن ، ولهذا مزيد بيان في كتابي : «عين الإصابة في معرفة الصحابة» ، أعان الله على إكماله .

                                                                                                                                                                                                                              الرابع : ذكر ابن إسحاق من نساء بني جحش : جذامة بنت جندل . قال السهيلي :

                                                                                                                                                                                                                              «وأحسبها جذامة بنت وهب وأما جذامة بنت جندل فلا تعرف في آل جحش الأسديين ولا في غيرهم ولعله وهم وقع في الكتاب وأنها بنت وهب بن محصن بنت أخي عكاشة بن محصن . [ ص: 229 ]

                                                                                                                                                                                                                              قال في الزهر : وهذا غيره لأن محمد بن جرير ذكر جذامة في المهاجرات ، قال : والمحدثون قالوا فيها : جذامة بنت وهب ، والمختار أنها بنت جندل أخت عكاشة بن محصن المشهور ، وتكون أخته من أمه .

                                                                                                                                                                                                                              وفي كتاب الصحابة لابن حبان : جذامة بنت جندل من بني غنم من المهاجرات ، وجذامة بنت وهب من بني هلال . وفي الطبقات لابن سعد : جذامة بنت جندل الأسدية أسلمت قديما وبايعت وهاجرت إلى المدينة . ويزيد ذلك وضوحا ما ذكره أبو الحسن الخزرجي في كتاب تقريب المدارك في الكلام على موطأ مالك : أن جذامة بنت وهب أسلمت عام الفتح ، ودال جدامة روي إعجامها وإهمالها وصحح .

                                                                                                                                                                                                                              الخامس : في بيان غريب ما سبق :

                                                                                                                                                                                                                              «اللحاق» : بفتح اللام مصدر لحقه ولحق به .

                                                                                                                                                                                                                              «أرسالا» : بفتح الهمزة أي : أفواجا وفرقا .

                                                                                                                                                                                                                              «التنعيم» : على لفظ المصدر محل بين مكة وسرف على مرحلتين من مكة .

                                                                                                                                                                                                                              «منعة» : بفتحتين أي في قوم يمنعونه ويحمونه جمع مانع ككاتب وكتبة وتقدم مبسوطا غير مرة .

                                                                                                                                                                                                                              «السبخة» : بكسر الموحدة وتسكن : الأرض المالحة .

                                                                                                                                                                                                                              «بين لابتين» : تثنية لابة بالموحدة وهي الحرة وتأتي .

                                                                                                                                                                                                                              «الحرتان» : تثنية حرة وهي أرض ذات أحجار سود نخرة كأنها أحرقت بالنار .

                                                                                                                                                                                                                              «السراة» : بفتح السين المهملة : أعظم جبال بلاد العرب «الظعينة» : بفتح الظاء المعجمة المشالة : المرأة وأصله الهودج الذي تكون فيه المرأة .

                                                                                                                                                                                                                              «عدا» : بالعين المهملة : من العدوان .

                                                                                                                                                                                                                              «فأبطأ» : بهمزة مفتوحة في أوله وأخرى في آخره .

                                                                                                                                                                                                                              «أصيب منكم» بالبناء للمفعول .

                                                                                                                                                                                                                              «أوعبوا» : قال ابن السكيت : أوعب بنو فلان جلاء : لم يبق بدارهم منهم أحد .

                                                                                                                                                                                                                              «تنكب قوسه» : ألقاها على منكبه . [ ص: 230 ]

                                                                                                                                                                                                                              «انتضى في يده أسهما» : أي سلها من كنانته وتركها معدة في يده وكذلك انتضى سيفه ونضاه سله .

                                                                                                                                                                                                                              «اختصر العنزة» العنزة بالتحريك : أطول من العصا وأقصر من الرمح وفيه زج كزج الرمح ، واختصرها : حملها مضمومة إلى خاصرته .

                                                                                                                                                                                                                              «المعاطس» جمع معطس بزنة مجلس وهو الأنف .

                                                                                                                                                                                                                              «وإرغامها» : إلصاقها بالرغام وهو التراب كنى بذلك عن الإهانة والذل .

                                                                                                                                                                                                                              «التناضب» : بمثناة فوقية مفتوحة فنون فألف فضاد معجمة مضمومة : هو اسم موضع ويروى بكسر الضاد جمع تنضب وهو شجر واحدته تنضبة .

                                                                                                                                                                                                                              «الأضاة» : بفتح الهمزة والضاد المعجمة بوزن حصاة ومناة الغدير يجتمع من ماء المطر يمد ويقصر .

                                                                                                                                                                                                                              «غفار» بكسر الغين المعجمة وبالفاء وبالراء .

                                                                                                                                                                                                                              «سرف» بفتح السين والراء المهملتين وبالفاء : موضع بين مكة والمدينة .

                                                                                                                                                                                                                              «تسور الحائط» : تسلقه .

                                                                                                                                                                                                                              «المروة» : الحجر الصلب .

                                                                                                                                                                                                                              «فعثر» بفتح المثلثة صدم رجله شيء .

                                                                                                                                                                                                                              «ذو طوى» بتثليث الطاء : بمكة قال النووي : يصرف ولا يصرف . [ ص: 231 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية