الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              حرف الهاء

                                                                                                                                                                                                                              «الهادي » :

                                                                                                                                                                                                                              «يا » اسم فاعل من هدى هداية وهي الدلاية إن تعدت بحرف الجر.

                                                                                                                                                                                                                              والوصول إن تعدت بنفسها قال تعالى: وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم وهو من أسمائه تعالى، ومعناه الذي بصر عباده طريق معرفته حتى أقروا بربوبيته، أو هادي كل أحد من خليقته إلى ما لا بد له من معيشته. والهداية تطلق على خلق الاهتداء وذلك من وصفه تعالى خاصة وهو المنفي في قوله تعالى: إنك لا تهدي من أحببت وعلى البيان والدلالة بلطف وهذه يتصف بها الله تعالى والنبي صلى الله عليه وسلم وتطلق أيضا على الدعاء. ومنه: ولكل قوم هاد أي داع.

                                                                                                                                                                                                                              «الهاشمي » :

                                                                                                                                                                                                                              نسبة إلى جد أبيه هاشم بن عبد مناف، وتقدم الكلام عليه في النسب.

                                                                                                                                                                                                                              «الهجود » :

                                                                                                                                                                                                                              كصبور: الكثير التهجد وهو مجانبة الهجود بضم الهاء وقيام الليل في طاعة الملك المعبود، قال تعالى: ومن الليل فتهجد به نافلة لك أي زيادة على ما فرض الله تعالى عليك، قاله البغوي - رحمه الله تعالى- ولهذا مزيد بيان في الخصائص.

                                                                                                                                                                                                                              «الهدى » :

                                                                                                                                                                                                                              الرشاد والدلالة، قال تعالى: ولقد جاءهم من ربهم الهدى وهو مصدر سمي به صلى الله عليه وسلم مبالغة.

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد عن أبي أمامة- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله بعثني رحمة للعالمين وهدى للمؤمنين».

                                                                                                                                                                                                                              «هدية الله » . [ ص: 533 ]

                                                                                                                                                                                                                              «الهمام » :

                                                                                                                                                                                                                              «عا » بضم الهاء: الملك العظيم.

                                                                                                                                                                                                                              «الهمة » :

                                                                                                                                                                                                                              بالكسر وتفتح واحدة الهم وهي ما هم به الشخص من أمر يفعل، يقال:

                                                                                                                                                                                                                              هممت بالشيء أهم هما إذا أردت فعله، ولا همة لي بالفتح، وهمام كقطام أي أفضله أو السيد الشجاع أو السخي.

                                                                                                                                                                                                                              «الهين» :

                                                                                                                                                                                                                              «عا »: بفتح الهاء وسكون التحتية مخفف هين بوزن سيد: الساكن المتئد، فيعل من الهون وهو بالفتح: السكينة والوقار، أو بالضم وهو السهولة فعينه واو.

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن الأعرابي: العرب تمدح بالهين اللين مخففين، وتذم بهما مثقلين «عا » : ولعل ذلك لكون المثقلين يدلان على كثرة اللين والسهولة المفضي ذلك إلى ارتكابهما فيما يطلب فيه الغلظة والشدة كما قال الله تعالى: واغلظ عليهم أشداء على الكفار رحماء بينهم بخلاف المخففين فإنهما لا يقتضيان ذلك وإنما يدلان على حصول أصل الوصف وذلك يحصل بأن يأتي بهما في محلهما، كما قال تعالى: واخفض جناحك للمؤمنين رحماء بينهم أو لأن المخفف من الهون بمعنى السهولة والمثقل من الهون وهو الذلة والمهانة والله تعالى أعلم.

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية