الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              التنبيه الرابع والأربعون :

                                                                                                                                                                                                                              قول موسى عليه الصلاة والسلام : «لأن غلاما . . » ليس على سبيل النقص بل على سبيل التنويه بقدرة الله وعظيم كرمه ، إذ أعطي نبينا صلى الله عليه وسلم في ذلك السن ما لم يعطه أحد قبله ممن هو أسن منه .

                                                                                                                                                                                                                              وقال الخطابي : العرب تسمي الرجل المستجمع السن : غلاما ما دامت فيه بقية من القوة [في الكهولة] وقال ابن أبي جمرة : العرب إنما يطلقون على المرء غلاما إذا كان سيدا فيهم . فلأجل ما في هذا اللفظ من الاختصاص على غيره من ألفاظ الأفضلية ذكره موسى دون غيره تعظيما للنبي صلى الله عليه وسلم . قال الحافظ : ويظهر أن موسى عليه السلام أشار إلى ما أنعم الله [ ص: 126 ] به على نبينا عليه السلام من استمرار القوة في الكهولة إلى أن دخل في سن الشيخوخة ولم يدخل على بدنه هرم ولا عرا قوته نقص ، حتى أن الناس لما رأوه مردفا أبا بكر عند قدومه المدينة أطلقوا عليه اسم الشاب وعلى أبي بكر اسم الشيخ مع كونه عليه السلام في العمر أسن من أبي بكر .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية