تنبيه : قال بعضهم أنه صلى الله عليه وسلم كان تلك الليلة نائم العين حاضر القلب ، غمض عينيه لئلا يشغله شيء من المحسوسات عن الله . قال القاضي : «هذا غير صحيح لأن المقام مشاهدة عجائب الملكوت بشهادة قوله تعالى : لنريه من آياتنا [الإسراء : 1] ، لقد رأى من آيات ربه الكبرى [النجم : 18] ، إذ المتبادر منه رؤية العين ، ولا يصح أيضا أن تكون في وقت صلاته بالأنبياء .
وأما ما يعزى رضي الله عنها ، فلم يرد بسند يصلح للحجة بل في سنده انقطاع وارد مجهول كما تقدم . وقال لعائشة أبو الخطاب بن دحية في التنوير : إنه حديث موضوع عليها .
وقال في معراجه الصغير : «قال إمام الشافعية القاضي أبو العباس بن سريج : هذا حديث لا يصح وإنما وضع ردا للحديث الصحيح» . انتهى .
وعلى تقدير أن يكون صحيحا ورد بالبناء للمفعول فعائشة رضي الله عنها لم تحدث عن مشاهدة لأنها لم تكن زوجة إذ ذاك ، أو بالبناء للفاعل : «ما فقدت جسده الشريف» فعائشة لم يدخل بها إلا بالمدينة بالإجماع ، ولا كانت في سن من يضبط الأمور ، لأنها في سنة الهجرة كانت بنت ثمان سنين . فعلى القول بأن الإسراء كان قبلها بسنة تكون بنت سبع . [ ص: 71 ] وقت الإسراء
وعلى القول بأكثر من ذلك تكون أصغر من ذلك ، وعلى قول من قال : إن الإسراء كان بعد البعث بعام لم تكن ولدت .