الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الثاني :

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن دحية في قوله : «فرج سقف بيتي» ، يقال : لم لم يدخل من الباب مع قوله تعالى : وأتوا البيوت من أبوابها [البقرة : 189] ، فالحكمة في ذلك المبالغة في المناجاة ، والتنبيه على أن الكرامة والاستدعاء كانا على غير ميعاد ، ولعل كونه فرج عن سقف بيته توطئة وتمهيد لكونه فرج عن صدره ، فأراه الملك ، بإفراجه عن السقف فالتأم السقف على الفور ، كيفية ما يصنع به ، وقرب له الأمر في نفسه بالمآل المشاهد في بيته لطفا في حقه وتبيينا لبصره ، ولعله فرج عن سقف بيته حتى لا يعرج الملك ، وقد جاء في هذا الأمر المهم العظيم على شيء سواه ، فانصب له من السماء انصبابة واحدة وهي خرق الحجاب .

                                                                                                                                                                                                                              ولو أنه جاء على العادة من الباب لاحتاج أن يلج صحن الدار ، ثم يعرج إلى البيت الذي هو فيه وقال الحافظ : قيل الحكمة في نزوله عليه من السقف المبالغة في مفاجأته بذلك والتنبيه على أن المراد منه أن يعرج به إلى جهة العلو .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية