التنبيه الرابع عشر :
في بعض بيت المقدس وفيه فوائد : الأولى : في مبدأ خلقه : روى فضائل أبو بكر الواسطي عن رضي الله عنه قال : كانت الأرض ماء ، فبعث الله تعالى ريحا فمسحت الماء مسحا ، فظهرت على الأرض زبدة فقسمها أربع قطع ، خلق من قطعة علي مكة ومن أخرى المدينة ومن أخرى بيت المقدس ومن أخرى الكوفة . وتقدم حديث في الباب الأول من أبواب بعض فضائل بلده المنيف فراجعه . أبي ذر
وروى الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه عن والحاكم رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عبد الله بن عمرو سليمان عليه السلام لما بنى بيت المقدس سأل ربه خلالا ثلاثا فأعطاه إياها : سأله حكما يصادف حكمه فأعطاه إياه وسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه إياه ، وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد يعني بيت المقدس خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه» .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «ونحن نرجو أن يكون الله تعالى قد أعطاه ذلك» . «إن
وروى ابن أبي شيبة والواسطي عن رضي الله عنهما قال : «إن عبد الله بن عمرو بيت المقدس لمقدس في السماوات السبع بمقداره في الأرض» وروى الواسطي عن عطاء [ ص: 106 ] الخراساني قال : «لما فرغ سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام من بناء بيت المقدس أنبت الله شجرتين عند باب الرحمة إحداهما تنبت الذهب والأخرى تنبت الفضة ، فكان كل يوم تنزع من كل واحدة مائة رطل ذهب وفضة ، ففرش المسجد ، بلاطة ذهبا وبلاطة فضة .
فلما جاء بختنصر خربه واحتمل منه ثمانين عجلة ذهبا وفضة فطرحهما برومية» .
وروى الواسطي عن رحمهما الله تعالى أن سعيد بن المسيب سليمان عليه السلام لما فرغ من بناء بيت المقدس فرغ له عشرة آلاف من قراء بني إسرائيل : خمسة آلاف بالليل وخمسة آلاف بالنهار ، فلا تأتي ساعة من ليل أو نهار إلا والله تعالى يعبد فيه . وروى الواسطي عن إن كعب الأحبار سليمان بن داود عليهما السلام لما فرغ من بناء المسجد خر ساجدا شكرا لله وقال : «يا رب من دخله من خائف فأمنه أو من داع فاستجب له أو مستغفر فاغفر له» ، فأوحى الله تعالى إليه : «إني قد أجبت لآل داود الدعاء» . قال : فذبح أربعة آلاف بقرة وسبعة آلاف شاة ، وصنع طعاما كثيرا ودعا بني إسرائيل إليه .
والآثار في هذا كثيرة ، وقد ذكر المؤرخون في عمارته وما فيه من الجواهر والمعادن واليواقيت في سمائه وأرضه وجدرانه ما تعجز عنه ملوك الدنيا . فلما دخل بختنصر خربه وأخذ تلك النفائس التي فيه ، وذكر ذلك هنا ليس من غرضنا . الثانية : في بعض فضله ، قال الله سبحانه وتعالى : سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله [الإسراء : 1] وهذه الآية هي المعظمة لقدره بإسراء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه قبل عروجه إلى السماء ، وإخبار الله تعالى بالبركة حوله . وتقدم الكلام على ذلك . وقال تعالى : ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين [الأنبياء : 71] .
روى أبو المعالي المشرف بن المرجى المقدسي في فضائله عن رضي الله عنه قال : «الجنة تحن إلى أنس بن مالك بيت المقدس ، وصخرة بيت المقدس من جنة الفردوس» . وروى الواسطي عن مكحول قال : «من صلى في بيت المقدس ظهرا وعصرا ومغربا وعشاء ، ثم صلى الغداة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه» .
وروى أيضا عن كعب قال : «في بيت المقدس ، اليوم فيه كألف يوم ، وشهر فيه كألف شهر والسنة فيه كألف سنة ، ومن مات فيه كأنما مات في السماء» .
وروى عن الحاكم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي ذر بيت المقدس لنعم المصلى ، وليوشكن ألا يكون للرجل مثل بسط فرشه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعا أو قال خير من الدنيا وما فيها» . «في
وروى الواسطي عن كعب قال : «إن الله ينظر إلى بيت المقدس كل يوم مرتين» . والآثار في فضله كثيرة . [ ص: 107 ]
الثالثة : في أسمائه الأول : المسجد الأقصى وتقدم الكلام عليه . الثاني : مسجد إيلياء بوزن كبرياء . وحكى وغيره قصر ألفه ، وحكى البكري ابن يونس في شرح التعجيز . وابن الأثير في النهاية بتشديد الياء . وحكى صاحب المطالع وغيره حذف الياء الأولى وكسر الهمزة وسكون اللام والمد ، قال محمد بن سهل الكاتب : معنى إيلياء بيت الله . وفي حديث رضي الله عنهما في مسند ابن عباس أبي يعلى : «الإيلا» بالألف واللام ، قال النووي : وهو غريب .
الثالث والرابع : «بيت المقدس» بفتح الميم وإسكان القاف وكسر الدال مخففة ، «والبيت المقدس» بضم الميم وفتح القاف والدال المشددة . قال الواحدي : «معناه المطهر» ، قال : أبو علي المقدسي : «وأما بيت المقدس يعني بالتخفيف فلا يخلو إما أن يكون مصدرا أو مكانا ، فإن كان مصدرا كان كقوله تعالى : إليه مرجعكم جميعا [يونس : 4] ونحوه من المصادر ، وإن كان مكانا فالمعنى بيت المكان الذي جعل فيه الطهارة أو بيت مكان الطهارة ، وتطهيره على معنى إخلائه من الأصنام وإبعاده منها» ، وقال «البيت المقدس أي المكان المطهر ، الزجاج : وبيت المقدس أي المكان الذي يطهر فيه من الذنوب ، هذا ما ذكره الواحدي» ، وقال غيره : «البيت المقدس وبيت المقدس لغتان الأولى على الصفة والثانية على إضافة الموصوف إلى صفته كصلاة الأولى ومسجد الجامع .
قال ابن سراقة : «ويقال الأرض المقدسة ثلاثة : فلسطين - بفاء مفتوحة فلام مفتوحة- والأردن- بهمزة مضمومة فراء ساكنة فدال مهملة مضمومة فنون ، قال البكري : مشددة- ودمشق ، وهو ما أدرك بصر إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين رفع على الجبل وقيل له : «ما أدرك بصرك فهو ميراث لك ولولدك من بعدك» .
الخامس : بيت القدس : بضم الدال وإسكانها بغير ميم ، ذكره في أسماء الأماكن ونقل عن الحازمي أيضا . ابن الأثير
السادس : سلم بتشديد اللام لكثرة سلام الملائكة فيه . قال ابن بري : وأصله «شلم» بالشين المعجمة لأن الشين المعجمة في العربية سين ، فالسلام شلام واللسان لشان والاسم اشم ، وقال في حرف الشين المعجمة : «شلم» بفتح أوله وثانيه وتشديده على وزن [ ص: 108 ] فعل اسم البكري لبيت المقدس . وقال الهمداني : «شلم» : وقد تعربها العرب فنقول : شلم . وحكى ابن القطاع : شلام على وزن فعال . وقال : «شلم» بالمعجمة وتشديد اللام اسم ابن الأثير لبيت المقدس ويروى بالمهملة وكسر اللام سلم كأنه عربه . ومعناه بالعبرانية : بيت السلام .
السابع : روي عن أن الجنة في السماء السابعة بحيال كعب الأحبار ، بيت المقدس والصخرة ، ولو وقع حجر منها لوقع على الصخرة ولذلك دعيت : أوري شلم ، ودعيت الجنة : دار السلام . الثامن : أوري شلم ، بضم الهمزة وسكون الواو وكسر الراء وسكون التحتية وفتح الشين المعجمة وكسر اللام المخففة ، كذا قال والأكثرون بفتح الشين واللام . التاسع : كورة إليا ، العاشر : أورى شلم . الحادي عشر : بيت إيل ، أي بيت الله . الثاني عشر : «صهيون» : بصاد مهملة مكسورة فهاء ساكنة فمثناة تحتية فواو فنون ، ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى ، قال : البكري .
وهو بفتح الصاد اسم قبيلة . الثالث عشر : «مصرث» بميم فصاد فراء فثاء مثلثة . الرابع عشر :
«بابوش» : بموحدتين وآخره شين معجمة . الخامس عشر : «كورشيلاه» . السادس عشر :
«صلعون» : ذكر هذه الأسماء ابن خالويه . السابع عشر : سليم . الثامن عشر : «فسط مصر» بضم الفاء . التاسع عشر : أرض المحشر والمنشر . العشرون : المحفوظة . الحادي والعشرون : المفرقة . الثاني والعشرون : مدينة الجنة .
الرابعة : في خصائصه : الأولى في مضاعفة الصلاة فيه : وقد اختلفت الأحاديث في مقدارها : الأول : خمسمائة صلاة :
روى الإمام أحمد وابن ماجه والبزار والقاسم الحافظ أبو القاسم بن عساكر عن رضي الله عنه أبي الدرداء بيت المقدس بخمسمائة صلاة» . عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال : «الصلاة في
الثاني : ألف صلاة :
روى ابن ماجه رضي الله عنها ، قالت : قلت : يا رسول الله ، أفتنا في ميمونة بيت المقدس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أرض المحشر والمنشر ، ائتوه فصلوا فيه فإن صلاة فيه كألف صلاة» . عن
قال النووي : لا بأس بإسناده ، وقال الذهبي : حديث منكر . الثالث : خمسون ألف صلاة :
روى عن ابن ماجه رضي الله عنه قال : أنس بن مالك المسجد الأقصى بخمسين ألف صلاة» .
وصلاته في المسجد الحرام بمائة ألف [ ص: 109 ] صلاة» . الرابع : مائتان وخمسون : روى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «صلاة الرجل في بيته بصلاة ، وصلاته في مسجد القبائل بخمس وعشرين صلاة ، وصلاته في المسجد الذي يجمع فيه بخمسمائة صلاة ، وصلاته في في معجمه عن الطبراني رضي الله عنه ، مرفوعا : أبي ذر ، يعني «صلاة في مسجدي أفضل من أربع فيه» بيت المقدس ، فدل على أن الصلاة في بيت المقدس بمائتين وخمسين صلاة . الخامس : بعشرين ألف صلاة ، روي ذلك عن رضي الله عنهما ولهذا مزيد بيان في أبواب فضائل المدينة الشريفة . ابن عباس
الثانية : لما رواه الشيخان : استحباب شد المطي إليه . «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : مسجدي هذا ، والمسجد الحرام والمسجد الأقصى»
الثالثة : استحباب ختم القرآن فيه : روى في سننه عن سعيد بن منصور أبي مجلز بكسر الميم وحكي فتحها وإسكان الجيم وفتح اللام وبالزاي- واسمه لاحق بن حميد ، قال :
«كانوا يستحبون لمن أتى المساجد الثلاثة أن يختم بها القرآن قبل أن يخرج» .
الرابعة : استحباب المجاورة به : روى عن الحاكم ثور بن يزيد عن مكحول قال :
«كان عبادة بن الصامت رضي الله عنهما يسكنان وشداد بن أوس بيت المقدس» . وقد سكنه عدة من الصحابة رضي الله عنهم .
الخامسة : يستحب الصيام فيه فقد روي : «صوم في بيت المقدس براءة من النار» .
السادسة : استحباب الإحرام بالحج والعمرة منه :
روى عن أبو داود رضي الله عنها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أم سلمة المسجد الأقصى غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر» . «من أهل بحجة أو عمرة من
السابعة : يستحب لمن لم يقدر على زيارته أن يهدي له زيتا ،
روى أبو داود واللفظ له وابن ماجه رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله : أفتنا في ميمونة بيت المقدس .
قال : «أرض المحشر والمنشر ، ايتوه فصلوا فيه فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره» . قلت : يا رسول الله أرأيت إن لم أستطع أن أصل إليه؟ قال : «فتهدي إليه زيتا ليسرج فيه فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه» . عن
المحشر مفعل من الحشر وهو الجمع يعني يوم القيامة ، فإذا فتحت الشين فهو المصدر ، وأما الموضع فهو بالكسر . قال الجوهري : المحشر بالكسر موضع الحشر . انتهى .
وذكر صاحب مختصر العين أن المحشر بالكسر والفتح الموضع الذي يحشر إليه الناس والمنشر موضع النشور وهو قيام الموتى من قبورهم .
الثامنة : حكي عن بعض السلف أن السيئات تضاعف فيه ، روي ذلك عن كعب [ ص: 110 ] الأحبار وأنه لما كان يأتي من حمص للصلاة فيه ، فإذا صار منه قدر ميل اشتغل بالذكر والتلاوة والعبادة حتى يخرج منه بقدر ميل أيضا ويقول : «السيئات تضاعف فيه» ، أي تزداد قبحا وفحشا لأن العاصي في زمان أو مكان شريف أشد جرأة وأقل خوفا من الله تعالى . وذكر أبو بكر الواسطي عن نافع قال : قال لي «اخرج بنا من هذا المسجد فإن السيئات تضاعف فيه كما تضاعف الحسنات» . ابن عمر :
التاسعة : أن بيت المقدس . الدجال لا يدخل
روى في المصنف عن ابن أبي شيبة رضي الله عنه سمرة بن جندب الحرم وبيت المقدس [وأنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس قال : فيهزمه الله وجنوده حتى إن جذم الحائط وأصل الشجرة ينادي : يا مؤمن : هذا كافر يستتر بي تعالى اقتله إلى آخره] . عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الدجال فقال : «وإنه سيظهر على الأرض كلها إلا
العاشرة : أن الصخرة في المسجد الأقصى كالحجر الأسود في المسجد الحرام .
روى عن أبو نعيم قال : «إن الله تعالى قال لصخرة وهب بن منبه بيت المقدس : لأضعن عليك عرشي ولأحشرن إليك خلقي وليأتينك يومئذ داود راكبا ، وروى أبو بكر الواسطي عن وابن عساكر يزيد بن جابر في قوله تعالى : واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب [ق 41] ، قال :
«يقف إسرافيل على صخرة بيت المقدس فينفخ في الصور فيقول : «يا أيتها العظام النخرة والجلود المتمزقة والأشعار المتقطعة إن الله يأمرك أن تجتمعي لفصل الخطاب» . وروى ابن جرير وابن أبي حاتم والواسطي عن في الآية قال : «كنا نتحدث أنه ينادى من قتادة بيت المقدس من الصخرة وهي أوسط الأرض» ، وحدثنا أن كعبا قال : هي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلا .
الحادية عشرة : يكره استقبال بيت المقدس واستدباره بالبول والغائط ولا يحرم قاله في الروض .
الثانية عشرة : روي أنه من دفن في بيت المقدس وقي فتنة القبر وسؤال الملكين ومن دفن في زيتون الملة [يعني بإيلياء] فكأنما دفن في السماء الدنيا .
وروى في تاريخه عن أبو نعيم أحمد بن جعفر بن سعيد قال حدثنا يحيى بن مطرف حدثنا محمد بن بكر ، حدثنا يوسف بن عطية ، عن أبي سفيان ، عن الضحاك بن عبد الرحمن ابن عرزب- بفتح المهملة وسكون الراء وفتح الزاي ثم موحدة ، وقد تبدل ميما- عن رضي الله عنه قال : أبي هريرة بيت المقدس فكأنما مات في السماء» . [ ص: 111 ] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من مات في
الثالثة عشرة :
روى في الموضح عن الخطيب رضي الله تعالى عنهما قال : جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أول من يدخل الجنة الأنبياء ثم مؤذنو البيت ثم مؤذنو بيت المقدس ثم مؤذنو مسجدي ثم سائر المؤذنين» .
الرابعة عشرة : ليحذر من اليمين الفاجرة فيه وكذا في المسجد الحرام ومسجد المدينة فإن عقوبتها معجلة . روي أن أمر بحمل عمال عمر بن عبد العزيز سليمان بن عبد الملك إلى الصخرة ليحلفوا عندها فحلفوا إلا واحدا ، فدى يمينه بألف دينار ، فما مر الحول على واحد منهم بل ماتوا كلهم .
الخامسة عشرة :
روى عن ابن جرير رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي أمامة
فأين هم يا رسول الله؟ قال : « ببيت المقدس أو بأكناف بيت المقدس » . «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم» . قيل :
وروى عن أبو يعلى رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة دمشق وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة» . «لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب
السادسة عشرة : روى أبو المعالي المشرف بن المرجى المقدسي قال : «من حج وصلى في مسجد المدينة ، ومسجد الأقصى في عام واحد خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه» .
وإذا ثبت ذلك فقول النووي : «إنه لا أصل لذلك» فيه نظر .
السابعة عشرة : ذكر «أنه لا يجوز الاجتهاد يمنة ولا يسرة بمحراب الدارمي : بيت المقدس » وألحقه بمسجد المدينة .
الثامنة عشرة : نص الصيدلاني والماوردي والروياني والبغوي والبندنيجي- بفتح الموحدة وسكون النون الأولى وكسر الثانية ثم تحتية والجيم- والجويني في مختصره في الخلاصة والغزالي والخراساني في كافيه على بيت المقدس وأن فعلها فيه أولى من المصلى . استحباب صلاة العيد في مسجد
التاسعة عشرة : قال ابن سراقة في كتاب الأعداد : «أكبر مساجد الإسلام واحد وهو [ ص: 112 ] بيت المقدس» . وقيل : «ما تم فيه صف واحد قط لا في عيد ولا في جمعة ولا غير ذلك» .
العشرون : يستحب لزائره زيارة الأماكن المشهورة بآثار الأنبياء لا سيما مواضع صلاة نبينا صلى الله عليه وسلم .
الحادية والعشرون : حشر الكعبة إلى بيت المقدس : روى الواسطي في فضائل بيت المقدس عن بفتح الميم- قال : «لا تقوم الساعة حتى تزف الكعبة إلى الصخرة زف العروس ، فيتعلق بها جميع من حج واعتمر ، فإذا رأتها الصخرة قالت : مرحبا بالزائرة والمزور إليها» . وروي أيضا عن خالد بن معدان- كعب قال : «لا تقوم الساعة حتى يزف البيت الحرام إلى بيت المقدس فيتغادان إلى الجنة ، فيها أهلها ، والعرض والحساب ببيت المقدس »
وروى ابن مردويه والأصفهاني في ترغيبه والديلمي عن رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جابر «إذا كان يوم القيامة زفت الكعبة : البيت الحرام إلى قبري فتقول الكعبة :
السلام عليك يا محمد ، فأقول : عليك يا بيت الله ، ما صنع بك أمتي بعدي؟ فتقول : يا محمد من أتاني فأنا أكفيه وأكون له شفيعا ، ومن لم يأتني فأنت تكفيه وتكون له شفيعا» .
وروى الجندي عن نحوه . الزهري