التنبيه السادس والستون :
قول ابن كثير : «المراد- والله أعلم- أن هذه من جنس تلك في هذه الصفات كما قال في حديث الأنهار تشبه أنهار الجنة في صفائها وعذوبتها وجريانها رضي الله عنه أبي هريرة
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «العجوة من الجنة»
أي تشبه ثمر الجنة لا أنها مجتناة من الجنة فإن الحس يشهد بخلافه . فيتعين أن يكون المراد غيره ، وكذلك أصل منابع هذه الأنهار مشاهدة من الأرض» ، انتهى . وهو متعقب بأنه لا يلزم من كونها كذلك ألا تكون من الجنة ، لما قدمنا من كيفية النزول . وقد جزم النووي وغيره أنها من الجنة ، ولا يشكل ذلك لأن في ماء الجنة خواص ليست في هذه الأنهار لما سبق في كلام ابن أبي جمرة .