التنبيه الثالث والتسعون :
وفي موسى طلب التخفيف عن هذه الأمة دليل على أن بكاءه أولا حين صعود النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن إلا للوجه الذي أبديناه لا لغيره ، لأنه لو كان لغير ذلك لبكى حين رجوع النبي صلى الله عليه وسلم أو سكت ، ولكنه قام في الخدمة والنصيحة للنبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أن كان بكاؤه أولا للوجه الذي ذكرناه ولم يصادف ما أشرنا إليه وإنما كانت هذه النفحة من النفحات الخاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم ، تعرض أيضا لهذه الأمة بطلب التخفيف ، فصادف اعتراض هذه النفحة في موضعها لأنها خاصة بهذه الأمة . وتكلم هو صلى الله عليه وسلم في حقها فأشعف فيما أراد وحقق الله عز وجل دعاءه إذ ذاك ورد الخمسين إلى خمس ، وزاد بالإفضال فجعل الحسنة عشرا في الثواب عليها ، فأزال الله تعالى عن الأمة فرض تلك الصلوات وأبقى لهم ثوابها تفضلا منه وإحسانا . سؤال