جماع أبواب الهجرة إلى
المدينة الشريفة
الباب الأول في
nindex.php?page=treesubj&link=29300إذن النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين في الهجرة إلى المدينة
روى
ابن سعد عن
nindex.php?page=showalam&ids=131أبي أمامة بن سهل بن حنيف وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنهما قال : لما صدر السبعون من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم طابت نفسه وقد جعل الله له منعة وقوما أهل حرب [وعدة] ونجدة ، وجعل البلاء يشتد على المسلمين من المشركين لما يعلمون من الخروج فضيقوا على أصحابه وتعبثوا بهم ، ونالوا منهم ما لم يكونوا ينالون من الشتم والأذى ، فشكا ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واستأذنوه في الهجرة ، فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=652134«قد أريت دار هجرتكم ، أريت سبخة ذات نخل بين لابتين» - وهما الحرتان- «ولو كانت السراة أرض نخل وسباخ لقلت هي هي» . ثم مكث أياما ثم خرج إلى أصحابه مسرورا فقال :
«قد أخبرت بدار هجرتكم وهي يثرب ، فمن أراد الخروج فليخرج إليها» .
فجعل القوم يتجهزون ويترافقون ويتواسون ويخرجون ويخفون ذلك . فكان
nindex.php?page=treesubj&link=29300أول من قدم المدينة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبو سلمة بن عبد الأسد- بسين ودال مهملتين . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : «هاجر إلى
المدينة قبل بيعة العقبة بسنة . وحبست عنه امرأته
nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة بمكة نحو سنة ثم أذن لها بنو المغيرة الذين حبسوها في اللحاق بزوجها فانطلقت وحدها مهاجرة حتى إذا كانت بالتنعيم لقيت
nindex.php?page=showalam&ids=5546عثمان بن طلحة [بن أبي طلحة] أخا بني عبد الدار وكان يومئذ مشركا وأسلم بعد ذلك ، فشيعها حتى إذا أوفى على قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال لها : هذا زوجك في هذه القرية . ثم انصرف راجعا إلى
مكة ، فكانت تقول : ما رأيت صاحبا قط كان أكرم من
nindex.php?page=showalam&ids=5546عثمان بن طلحة ، كان إذا بلغ المنزل أناخ بي ثم استأخر عني حتى إذا نزلت عنه استأخر ببعيري فحط عنه ثم قيده في الشجرة ، ثم أتى إلى شجرة فاضطجع تحتها ، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فقدمه فرحله ، ثم استأخر عني وقال : اركبي . فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه فقادني ، [فلم يزل يصنع ذلك بي حتى أقدمني المدينة] .
[ ص: 225 ]
وقيل :
nindex.php?page=treesubj&link=29300_31708أول المهاجرين nindex.php?page=showalam&ids=104مصعب بن عمير . روى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه ،
nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم في الإكليل عن
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=653632«أول من قدم علينا المدينة من المهاجرين مصعب بن عمير» . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق وابن سعد : «ثم كان أول من قدمها من المهاجرين بعد
أبي سلمة : nindex.php?page=showalam&ids=49عامر بن ربيعة [حليف بني عدي بن كعب] ، معه امرأته
ليلى بنت أبي حثمة - بالحاء المهملة المفتوحة وسكون الثاء المثلثة- قالا : «وهي أول ظعينة قدمت
المدينة» .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : «ثم
عبد الله بن جحش احتمل بأهله وبأخيه
أبي أحمد عبد بن جحش- بإضافة عبد إلى ابن جحش- وكان
أبو أحمد رجلا ضرير البصر ، وكان يطوف
مكة أعلاها وأسفلها بغير قائد ، وكان شاعرا ، وكانت عنده
الفارعة ابنة أبي سفيان بن حرب ، وهاجر جميع بني جحش بنسائهم فعدا
أبو سفيان على دارهم فتملكها ، قال بعضهم : إنه باعها من
عمرو بن علقمة أخي بني عامر بن لؤي ، فذكر ذلك
عبد الله بن جحش لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«ألا ترضى يا عبد الله أن يعطيك الله بها دارا في الجنة خيرا منها؟» قال : بلى . قال :
«فذلك لك» .
ولما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم
مكة كلمه
أبو أحمد في دارهم ، فأبطأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال الناس
لأبي أحمد : يا
أبا أحمد إن رسول الله يكره أن ترجعوا في شيء أصيب منكم في الله . فأمسك الكلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : وكان بنو غنم بن دودان أهل إسلام ، قد أوعبوا إلى
المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هجرة رجالهم ونسائهم : [عبد الله بن جحش وأخوه أبو أحمد بن جحش ، وعكاشة بن محصن وشجاع وعقبة ابنا وهب وأربد بن حمير] .
وروى
ابن السمان في «الموافقة» عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه قال : ما علمت أن أحدا من المهاجرين هاجر إلا مختفيا إلا
nindex.php?page=treesubj&link=31198عمر بن الخطاب ، فإنه لما هم بالهجرة تقلد سيفه وتنكب قوسه وانتضى في يده أسهما واختصر عنزته ، ومضى قبل الكعبة ، والملأ من قريش بفنائها فطاف بالبيت سبعا [متمكنا] ، ثم أتى المقام فصلى ركعتين ، ثم وقف على الحلق واحدة واحدة وقال لهم : شاهت الوجوه ، لا يرغم الله إلا هذه المعاطس ، من أراد أن يثكل أمه أو يؤتم ولده أو يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي . قال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه : فلم يتبعه أحد إلا قوم من المستضعفين علمهم ما أرشدهم إليه ثم مضى لوجهه .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : حدثني
نافع مولى عبد الله بن عمر عن
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر عن أبيه
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
[ ص: 226 ] اتعدت لما أردنا الهجرة إلى
المدينة أنا
وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص [بن وائل] السهمي التناضب من أضاة بني غفار فوق سرف ، وقلنا : أينا لم يصبح عندها فقد حبس فليمض صاحباه . قال : فأصبحت أنا
وعياش بن أبي ربيعة عند التناضب وفطن
لهشام قومه فحبسوه عن الهجرة وفتن فافتتن . ثم إن
أبا جهل والحارث بن هشام- وأسلم بعد ذلك- خرجا حتى قدما
المدينة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم
بمكة ، فقالا
لعياش بن أبي ربيعة وكان ابن عمهما وأخاهما لأمهما : إن أمك قد نذرت ألا يمس رأسها مشط حتى تراك ولا تستظل من شمس حتى تراك ، فرق لها . فقلت له : يا
عياش إنه والله إن يريدك القوم إلا ليفتنوك عن دينك فاحذرهم ، فوالله لو قد آذى أمك القمل لامتشطت ، ولو قد اشتد عليها حر مكة لاستظلت . فقال : أبر قسم أمي ولي هنالك مال فآخذه . فقلت : والله إنك لتعلم أني لمن أكثر قريشا مالا فلك نصف مالي ولا تذهب معهما . فأبى علي إلا أن يخرج معهما . فلما أبى إلا ذلك قلت : أما إذ قد فعلت ما فعلت فخذ ناقتي هذه فإنها ناقة نجيبة ذلول فالزم ظهرها ، فإن رابك من القوم ريب فانج عليها ، فخرج عليها معهما ، حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال له
أبو جهل : والله يا أخي لقد استغلظت بعيري هذا ، أفلا تعقبني على ناقتك هذه؟ . قال : بلى .
قال : فأناخ وأناخا ليتحول عليها ، فلما استووا بالأرض عدوا عليه فأوثقاه رباطا وفتناه فافتتن ودخلا به
مكة نهارا موثقا ، ثم قالا : يا أهل
مكة هكذا فافعلوا بسفهائكم كما فعلنا بسفيهنا هذا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : فكنا نقول : ما الله تعالى بقابل ممن افتتن صرفا ولا عدلا ولا توبة ، قوم عرفوا الله ثم رجعوا إلى الكفر لبلاء أصابهم . قال : وكانوا يقولون ذلك لأنفسهم . فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم
المدينة أنزل الله تعالى فيهم وفي قولنا وقولهم لأنفسهم
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=54وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=55واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون [الزمر : 53 ، 54 ، 55] .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه : فكتبتها بيدي في صحيفة وبعثت بها إلى
هشام بن العاصي . قال : فقال
هشام : فلما أتتني جعلت أقرؤها بذي طوى أصعد بها فيه وأصوب ولا أفهمها حتى قلت : اللهم فهمنيها قال : فألقى الله تعالى في قلبي أنها إنما أنزلت فينا وفيما كنا نقول في أنفسنا . قال : فرجعت إلى بعيري فجلست عليه فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم . هذا ما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق في شأن
هشام .
قال
ابن هشام : فحدثني من أثق به
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو بالمدينة : «من لي بعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاصي؟» فقال الوليد بن الوليد بن المغيرة : أنا لك يا رسول الله بهما . [ ص: 227 ]
فخرج إلى مكة فقدمها مستخفيا ، فلقي امرأة تحمل طعاما فقال لها : أين تريدين يا أمة الله؟
قالت : أريد هذين المحبوسين . تعنيهما ، فتبعها حتى عرف موضعهما ، وكانا محبوسين في بيت لا سقف له ، فلما أمسى تسور عليهما ثم أخذ مروة فوضعها تحت قيديهما ثم ضربهما بسيفه فقطعهما ، فكان يقال لسيفه : ذو المروة ، لذلك ثم حملهما على بعيره وساق بهما فعثر فدميت إصبعه فقال :
هل أنت إلا أصبع دميت؟ وفي سبيل الله ما لقيت
ثم قدم بهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم تتابع المهاجرون أرسالا فنزل nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة بن عبيد الله وصهيب بن سنان على خبيب- بضم الخاء المعجمة وفتح الموحدة- ابن إساف- بكسر الهمزة- بالسنح ويقال : بل نزل nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة بن عبيد الله على nindex.php?page=showalam&ids=103أسعد بن زرارة .
وروى
ابن سعد عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب أن nindex.php?page=showalam&ids=52صهيبا حين أراد الهجرة قال له كفار قريش :
أتيتنا صعلوكا حقيرا فكثر مالك عندنا وبلغت الذي بلغت ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك والله لا يكون ذلك . فقال لهم nindex.php?page=showalam&ids=52صهيب : أرأيتم إن جعلت لكم مالي أتخلون سبيلي؟ قالوا : نعم .
قال : فإني جعلت لكم مالي .
قال : فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : «ربح صهيب ربح صهيب» .
قال
ابن سعد : لما قدم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسالا فنزلوا في الأنصار في دورهم وآووهم ونصروهم وآسوهم ، وكان
سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين
بقباء قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
بمكة بعد أصحابه من المهاجرين ينتظر أن يؤذن له في الهجرة ، ولم يتخلف معه
بمكة أحد من المهاجرين إلا من حبس أو فتن ، إلا
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب وأبو بكر بن أبي قحافة رضي الله عنهما .
وكان
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر كثيرا ما يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة فيقول له :
nindex.php?page=hadith&LINKID=938573«لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبا» .
فيطمع
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر أن يكونه .
قال
ابن سعد : وكان نفر من الأنصار بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقبة الآخرة ، ثم رجعوا إلى
المدينة ، فلما قدم أول من هاجر إلى
قباء خرجوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بمكة ، حتى قدموا مع أصحابه في الهجرة ، فهم مهاجرون أنصاريون وهم :
ذكوان بن عبد قيس [بن خلدة الزرقي] ،
وعقبة بن وهب بن كلدة والعباس [ابن عبادة] بن نضلة
وزياد بن لبيد [بن ثعلبة الخزرجي البياضي] .
[ ص: 228 ]
جِمَاعُ أَبْوَابِ الْهِجْرَةِ إِلَى
الْمَدِينَةِ الشَّرِيفَةِ
الْبَابُ الْأَوَّلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=29300إِذْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُسْلِمِينَ فِي الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ
رَوَى
ابْنُ سَعْدٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=131أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : لَمَّا صَدَرَ السَّبْعُونَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَابَتْ نَفْسُهُ وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مَنَعَةً وَقَوْمًا أَهْلَ حَرْبٍ [وَعُدَّةٍ] وَنَجْدَةٍ ، وَجَعَلَ الْبَلَاءَ يَشْتَدُّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ لِمَا يَعْلَمُونَ مِنَ الْخُرُوجِ فَضَيَّقُوا عَلَى أَصْحَابِهِ وَتَعَبَّثُوا بِهِمْ ، وَنَالُوا مِنْهُمْ مَا لَمْ يَكُونُوا يَنَالُونَ مِنَ الشَّتْمِ وَالْأَذَى ، فَشَكَا ذَلِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَأْذَنُوهُ فِي الْهِجْرَةِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=652134«قَدْ أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ ، أُرِيتُ سَبِخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ» - وَهُمَا الْحَرَّتَانِ- «وَلَوْ كَانَتِ السَّرَاةُ أَرْضَ نَخْلٍ وَسِبَاخٍ لَقُلْتُ هِيَ هِيَ» . ثُمَّ مَكَثَ أَيَّامًا ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ مَسْرُورًا فَقَالَ :
«قَدْ أُخْبِرْتُ بِدَارِ هِجْرَتِكُمْ وَهِيَ يَثْرِبُ ، فَمَنْ أَرَادَ الْخُرُوجَ فَلْيَخْرُجْ إِلَيْهَا» .
فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَتَجَهَّزُونَ وَيَتَرَافَقُونَ وَيَتَوَاسَوْنَ وَيَخْرُجُونَ وَيُخْفُونَ ذَلِكَ . فَكَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=29300أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ- بِسِينٍ وَدَالٍ مُهْمَلَتَيْنِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ : «هَاجَرَ إِلَى
الْمَدِينَةِ قَبْلَ بَيْعَةِ الْعَقَبَةِ بِسَنَةٍ . وَحُبِسَتْ عَنْهُ امْرَأَتُهُ
nindex.php?page=showalam&ids=54أُمُّ سَلَمَةَ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بِمَكَّةَ نَحْوَ سَنَةٍ ثُمَّ أَذِنَ لَهَا بَنُو الْمُغِيرَةِ الَّذِينَ حَبَسُوهَا فِي اللَّحَاقِ بِزَوْجِهَا فَانْطَلَقَتْ وَحْدَهَا مُهَاجِرَةً حَتَّى إِذَا كَانَتْ بِالتَّنْعِيمِ لَقِيَتْ
nindex.php?page=showalam&ids=5546عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ [بْنِ أَبِي طَلْحَةَ] أَخَا بَنِي عَبْدِ الدَّارِ وَكَانَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكًا وَأَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَشَيَّعَهَا حَتَّى إِذَا أَوْفَى عَلَى قَرْيَةِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِقُبَاءٍ قَالَ لَهَا : هَذَا زَوْجُكِ فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ . ثُمَّ انْصَرَفَ رَاجِعًا إِلَى
مَكَّةَ ، فَكَانَتْ تَقُولُ : مَا رَأَيْتُ صَاحِبًا قَطُّ كَانَ أَكْرَمَ مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=5546عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ ، كَانَ إِذَا بَلَغَ الْمَنْزِلَ أَنَاخَ بِي ثُمَّ اسْتَأْخَرَ عَنِّي حَتَّى إِذَا نَزَلْتُ عَنْهُ اسْتَأْخَرَ بِبَعِيرِي فَحَطَّ عَنْهُ ثُمَّ قَيَّدَهُ فِي الشَّجَرَةِ ، ثُمَّ أَتَى إِلَى شَجَرَةٍ فَاضْطَجَعَ تَحْتَهَا ، فَإِذَا دَنَا الرَّوَاحُ قَامَ إِلَى بَعِيرِي فَقَدَّمَهُ فَرَحَّلَهُ ، ثُمَّ اسْتَأْخَرَ عَنِّي وَقَالَ : ارْكَبِي . فَإِذَا رَكِبْتُ وَاسْتَوَيْتُ عَلَى بَعِيرِي أَتَى فَأَخَذَ بِخِطَامِهِ فَقَادَنِي ، [فَلَمْ يَزَلْ يَصْنَعُ ذَلِكَ بِي حَتَّى أَقْدَمَنِي الْمَدِينَةَ] .
[ ص: 225 ]
وَقِيلَ :
nindex.php?page=treesubj&link=29300_31708أَوَّلُ الْمُهَاجِرِينَ nindex.php?page=showalam&ids=104مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ . رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14070وَالْحَاكِمُ فِي الْإِكْلِيلِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=48الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=653632«أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا الْمَدِينَةَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ» . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ وَابْنُ سَعْدٍ : «ثُمَّ كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَدِمَهَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ بَعْدَ
أَبِي سَلَمَةَ : nindex.php?page=showalam&ids=49عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ [حَلِيفُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ] ، مَعَهُ امْرَأَتُهُ
لَيْلَى بِنْتُ أَبِي حَثْمَةَ - بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ الْمَفْتُوحَةِ وَسُكُونِ الثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ- قَالَا : «وَهِيَ أَوَّلُ ظَعِينَةٍ قَدِمَتِ
الْمَدِينَةَ» .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ : «ثُمَّ
عَبْدُ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ احْتَمَلَ بِأَهْلِهِ وَبِأَخِيهِ
أَبِي أَحْمَدَ عَبْدِ بْنِ جَحْشٍ- بِإِضَافَةِ عَبْدٍ إِلَى ابْنِ جَحْشٍ- وَكَانَ
أَبُو أَحْمَدَ رَجُلًا ضَرِيرَ الْبَصَرِ ، وَكَانَ يَطُوفُ
مَكَّةَ أَعْلَاهَا وَأَسْفَلَهَا بِغَيْرِ قَائِدٍ ، وَكَانَ شَاعِرًا ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ
الْفَارِعَةُ ابْنَةُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ ، وَهَاجَرَ جَمِيعُ بَنِي جَحْشٍ بِنِسَائِهِمْ فَعَدَا
أَبُو سُفْيَانَ عَلَى دَارِهِمْ فَتَمَلَّكَهَا ، قَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّهُ بَاعَهَا مِنْ
عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ أَخِي بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
«أَلَا تَرْضَى يَا عَبْدَ اللَّهِ أَنْ يُعْطِيَكَ اللَّهُ بِهَا دَارًا فِي الْجَنَّةِ خَيْرًا مِنْهَا؟» قَالَ : بَلَى . قَالَ :
«فَذَلِكَ لَكَ» .
وَلَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مَكَّةَ كَلَّمَهُ
أَبُو أَحْمَدَ فِي دَارِهِمْ ، فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَقَالَ النَّاسُ
لِأَبِي أَحْمَدَ : يَا
أَبَا أَحْمَدَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَكْرَهُ أَنْ تَرْجِعُوا فِي شَيْءٍ أُصِيبَ مِنْكُمْ فِي اللَّهِ . فَأَمْسَكَ الْكَلَامَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ : وَكَانَ بَنُو غَنْمِ بْنِ دُودَانَ أَهْلَ إِسْلَامٍ ، قَدْ أَوْعَبُوا إِلَى
الْمَدِينَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِجْرَةَ رِجَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ : [عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ وَأَخُوهُ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ جَحْشٍ ، وَعُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ وَشُجَاعُ وَعُقْبَةُ ابْنَا وَهْبٍ وَأَرْبَدُ بْنُ حِمْيَرَ] .
وَرَوَى
ابْنُ السَّمَّانِ فِي «الْمُوَافَقَةِ» عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : مَا عَلِمْتُ أَنَّ أَحَدًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ هَاجَرَ إِلَّا مُخْتَفِيًا إِلَّا
nindex.php?page=treesubj&link=31198عَمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، فَإِنَّهُ لَمَّا هَمَّ بِالْهِجْرَةِ تَقَلَّدَ سَيْفَهُ وَتَنَكَّبَ قَوْسَهُ وَانْتَضَى فِي يَدِهِ أَسْهُمًا وَاخْتَصَرَ عَنَزَتَهُ ، وَمَضَى قِبَلَ الْكَعْبَةِ ، وَالْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ بِفِنَائِهَا فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا [مُتَمَكِّنًا] ، ثُمَّ أَتَى الْمَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ وَقَفَ عَلَى الْحَلَقِ وَاحِدَةً وَاحِدَةً وَقَالَ لَهُمْ : شَاهَتِ الْوُجُوهُ ، لَا يُرْغِمُ اللَّهُ إِلَّا هَذِهِ الْمَعَاطِسَ ، مَنْ أَرَادَ أَنَّ يُثَكِّلَ أُمَّهُ أَوْ يُؤْتَمَ وَلَدُهُ أَوْ يُرَمِّلَ زَوْجَتَهُ فَلْيَلْقَنِي وَرَاءَ هَذَا الْوَادِي . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَلَمْ يَتْبَعْهُ أَحَدٌ إِلَّا قَوْمٌ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ عَلِمَهُمْ مَا أَرْشَدَهُمْ إِلَيْهِ ثُمَّ مَضَى لِوَجْهِهِ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ : حَدَّثَنِي
نَافِعٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
[ ص: 226 ] اتَّعَدْتُ لَمَّا أَرَدْنَا الْهِجْرَةَ إِلَى
الْمَدِينَةِ أَنَا
وَعَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ وَهِشَامُ بْنُ الْعَاصِ [بْنِ وَائِلٍ] السَّهْمِيُّ التَّنَاضُبَ مِنْ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ فَوْقَ سَرَفَ ، وَقُلْنَا : أَيُّنَا لَمْ يُصْبِحْ عِنْدَهَا فَقَدْ حُبِسَ فَلْيَمْضِ صَاحِبَاهُ . قَالَ : فَأَصْبَحْتُ أَنَا
وَعَيَّاشُ بْنُ أَبِيِّ رَبِيعَةَ عِنْدَ التَّنَاضُبِ وَفَطِنَ
لِهِشَامٍ قَوْمُهُ فَحَبَسُوهُ عَنِ الْهِجْرَةِ وَفُتِنَ فَافْتَتَنَ . ثُمَّ إِنَّ
أَبَا جَهْلٍ وَالْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ- وَأَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ- خَرَجَا حَتَّى قَدِمَا
الْمَدِينَةَ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِمَكَّةَ ، فَقَالَا
لِعَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَكَانَ ابْنَ عَمِّهِمَا وَأَخَاهُمَا لِأُمِّهِمَا : إِنَّ أُمَّكَ قَدْ نَذَرَتْ أَلَّا يَمَسَّ رَأْسَهَا مُشْطٌ حَتَّى تَرَاكَ وَلَا تَسْتَظِلَّ مِنْ شَمْسٍ حَتَّى تَرَاكَ ، فَرَقَّ لَهَا . فَقُلْتُ لَهُ : يَا
عَيَّاشُ إِنَّهُ وَاللَّهِ إِنْ يُرِيدُكَ الْقَوْمُ إِلَّا لِيَفْتِنُوكَ عَنْ دِينِكَ فَاحْذَرْهُمْ ، فَوَاللَّهِ لَوْ قَدْ آذَى أُمَّكَ الْقَمْلُ لَامْتَشَطَتْ ، وَلَوْ قَدِ اشْتَدَّ عَلَيْهَا حَرُّ مَكَّةَ لَاسْتَظَلَّتْ . فَقَالَ : أُبِرُّ قَسَمَ أُمِّي وَلِي هُنَالِكَ مَالٌ فَآخُذُهُ . فَقُلْتُ : وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ قُرَيْشًا مَالًا فَلَكَ نِصْفُ مَالِي وَلَا تَذْهَبْ مَعَهُمَا . فَأَبَى عَلَيَّ إِلَّا أَنْ يَخْرُجَ مَعَهُمَا . فَلَمَّا أَبَىَ إِلَّا ذَلِكَ قُلْتُ : أَمَا إِذْ قَدْ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ فَخُذْ نَاقَتِي هَذِهِ فَإِنَّهَا نَاقَةٌ نَجِيبَةٌ ذَلُولٌ فَالْزَمْ ظَهْرَهَا ، فَإِنْ رَابَكَ مِنَ الْقَوْمِ رَيْبٌ فَانْجُ عَلَيْهَا ، فَخَرَجَ عَلَيْهَا مَعَهُمَا ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ قَالَ لَهُ
أَبُو جَهْلٍ : وَاللَّهِ يَا أَخِي لَقَدِ اسْتَغْلَظَتْ بَعِيرِي هَذَا ، أَفَلَا تَعْقُبُنِي عَلَى نَاقَتِكَ هَذِهِ؟ . قَالَ : بَلَى .
قَالَ : فَأَنَاخَ وَأَنَاخَا لِيَتَحَوَّلَ عَلَيْهَا ، فَلَمَّا اسْتَوَوْا بِالْأَرْضِ عَدَوَا عَلَيْهِ فَأَوْثَقَاهُ رِبَاطًا وَفَتَنَاهُ فَافْتَتَنَ وَدَخَلَا بِهِ
مَكَّةَ نَهَارًا مُوَثَّقًا ، ثُمَّ قَالَا : يَا أَهْلَ
مَكَّةَ هَكَذَا فَافْعَلُوا بِسُفَهَائِكُمْ كَمَا فَعَلْنَا بِسَفِيهِنَا هَذَا . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ : فَكُنَّا نَقُولُ : مَا اللَّهُ تَعَالَى بِقَابِلٍ مِمَّنِ افْتَتَنَ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا وَلَا تَوْبَةً ، قَوْمٌ عَرَفُوا اللَّهَ ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى الْكُفْرِ لِبَلَاءٍ أَصَابَهُمْ . قَالَ : وَكَانُوا يَقُولُونَ ذَلِكَ لِأَنْفُسِهِمْ . فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الْمَدِينَةَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ وَفِي قَوْلِنَا وَقَوْلِهِمْ لِأَنْفُسِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهِ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=54وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=55وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ [الزُّمَرِ : 53 ، 54 ، 55] .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَكَتَبْتُهَا بِيَدِي فِي صَحِيفَةٍ وَبَعَثْتُ بِهَا إِلَى
هِشَامِ بْنِ الْعَاصِي . قَالَ : فَقَالَ
هِشَامٌ : فَلَمَّا أَتَتْنِي جَعَلْتُ أَقْرَؤُهَا بِذِي طِوًى أَصْعَدُ بِهَا فِيهِ وَأُصَوِّبُ وَلَا أَفْهَمُهَا حَتَّى قُلْتُ : اللَّهُمَّ فَهِّمْنِيهَا قَالَ : فَأَلْقَى اللَّهُ تَعَالَى فِي قَلْبِي أَنَّهَا إِنَّمَا أُنْزِلَتْ فِينَا وَفِيمَا كُنَّا نَقُولُ فِي أَنْفُسِنَا . قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى بَعِيرِي فَجَلَسْتُ عَلَيْهِ فَلَحِقْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . هَذَا مَا ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ فِي شَأْنِ
هِشَامٍ .
قَالَ
ابْنُ هِشَامٍ : فَحَدَّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ : «مَنْ لِي بِعَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَهِشَامِ بْنِ الْعَاصِي؟» فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ : أَنَا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِهِمَا . [ ص: 227 ]
فَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ فَقَدِمَهَا مُسْتَخْفِيًا ، فَلَقِيَ امْرَأَةً تَحْمِلُ طَعَامًا فَقَالَ لَهَا : أَيْنَ تُرِيدِينَ يَا أَمَةَ اللَّهِ؟
قَالَتْ : أُرِيدُ هَذَيْنِ الْمَحْبُوسَيْنِ . تَعْنِيهِمَا ، فَتَبِعَهَا حَتَّى عَرَفَ مَوْضِعَهُمَا ، وَكَانَا مَحْبُوسَيْنِ فِي بَيْتٍ لَا سَقْفَ لَهُ ، فَلَمَّا أَمْسَى تَسَوَّرَ عَلَيْهِمَا ثُمَّ أَخَذَ مَرْوَةً فَوَضَعَهَا تَحْتَ قَيْدَيْهِمَا ثُمَّ ضَرَبَهُمَا بِسَيْفِهِ فَقَطَعَهُمَا ، فَكَانَ يُقَالُ لِسَيْفِهِ : ذُو الْمَرْوَةِ ، لِذَلِكَ ثُمَّ حَمَلَهُمَا عَلَى بَعِيرِهِ وَسَاقَ بِهِمَا فَعَثَرَ فَدَمِيَتْ إِصْبَعُهُ فَقَالَ :
هَلْ أَنْتِ إِلَّا أُصْبُعٌ دَمِيتِ؟ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ
ثُمَّ قَدِمَ بِهِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ تَتَابَعَ الْمُهَاجِرُونَ أَرْسَالًا فَنَزَلَ nindex.php?page=showalam&ids=55طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَصُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ عَلَى خُبَيْبِ- بِضَمِّ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ- ابْنِ إِسَافٍ- بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ- بِالسُّنْحِ وَيُقَالُ : بَلْ نَزَلَ nindex.php?page=showalam&ids=55طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَلَى nindex.php?page=showalam&ids=103أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ .
وَرَوَى
ابْنُ سَعْدٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=52صُهَيْبًا حِينَ أَرَادَ الْهِجْرَةَ قَالَ لَهُ كُفَّارُ قُرَيْشٍ :
أَتَيْتَنَا صُعْلُوكًا حَقِيرًا فَكَثُرَ مَالُكَ عِنْدَنَا وَبَلَغْتَ الَّذِي بَلَغْتَ ثُمَّ تُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ بِمَالِكَ وَنَفْسِكَ وَاللَّهِ لَا يَكُونُ ذَلِكَ . فَقَالَ لَهُمْ nindex.php?page=showalam&ids=52صُهَيْبٌ : أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلْتُ لَكُمْ مَالِي أَتُخَلُّونَ سَبِيلِي؟ قَالُوا : نَعَمْ .
قَالَ : فَإِنِّي جَعَلْتُ لَكُمْ مَالِي .
قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : «رَبِحَ صُهَيْبٌ رَبِحَ صُهَيْبٌ» .
قَالَ
ابْنُ سَعْدٍ : لَمَّاَ قَدِمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَالًا فَنَزَلُوا فِي الْأَنْصَارِ فِي دُورِهِمْ وَآوُوهُمْ وَنَصَرُوهُمْ وَآسَوْهُمْ ، وَكَانَ
سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ
بِقُبَاءٍ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ وَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِمَكَّةَ بَعْدَ أَصْحَابِهِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ يَنْتَظِرُ أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ فِي الْهِجْرَةِ ، وَلَمْ يَتَخَلَّفْ مَعَهُ
بِمَكَّةَ أَحَدٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ إِلَّا مِنْ حُبِسَ أَوْ فُتِنَ ، إِلَّا
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا .
وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ كَثِيرًا مَا يَسْتَأْذِنُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْهِجْرَةِ فَيَقُولُ لَهُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=938573«لَا تَعْجَلْ لَعَلَّ اللَّهَ يَجْعَلُ لَكَ صَاحِبًا» .
فَيَطْمَعُ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَكُونَهُ .
قَالَ
ابْنُ سَعْدٍ : ٍوَكَانَ نَفَرٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعَقَبَةِ الْآخِرَةِ ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى
الْمَدِينَةِ ، فَلَمَّا قَدِمَ أَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى
قُبَاءٍ خَرَجُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِمَكَّةَ ، حَتَّى قَدِمُوا مَعَ أَصْحَابِهِ فِي الْهِجْرَةِ ، فَهُمْ مُهَاجِرُونَ أَنْصَارِيُّونَ وَهُمْ :
ذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسِ [بْنِ خَلَدَةَ الزُّرَّقِيُّ] ،
وَعُقْبَةُ بْنُ وَهْبِ بْنِ كَلَدَةَ وَالْعَبَّاسُ [ابْنُ عُبَادَةَ] بْنِ نَضْلَةَ
وَزِيَادُ بْنُ لَبِيدِ [بْنِ ثَعْلَبَةَ الْخَزْرَجِيُّ الْبَيَاضِيُّ] .
[ ص: 228 ]