تنبيهات
الأول : ذكر ابن إسحاق وابن سعد أن أول من هاجر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد . وروى ابن أبي شيبة عن والبخاري رضي الله عنه أنه قال : أول من قدم علينا البراء بن عازب المدينة من المهاجرين قال الحافظ : «فيجمع بينهما بحمل الأولية في أحدها على صفة خاصة . فقد جزم مصعب بن عمير . ابن عقبة بأن أول من قدم من المهاجرين مطلقا أبو سلمة بن عبد الأسد ، وكان رجع من الحبشة إلى مكة ، فأوذي بمكة ، فبلغه ما وقع للاثني عشر من الأنصار في العقبة الأولى ، فتوجه إلى المدينة في أثناء السنة ، فيجمع بين ذلك وبين ما وقع في حديث بأن البراء أبا سلمة خرج لا لقصد الإقامة بالمدينة بل فرارا من المشركين ، بخلاف فكان على نية الإقامة مصعب بن عمير بالمدينة» .
الثاني : جزم بأن أبو عمر ليلى بنت أبي حثمة بن غانم المدينة من المهاجرات ، وقال أول ظعينة دخلت بل موسى بن عقبة : فالله أعلم . أم سلمة
الثالث : ذكر في مهاجرات بني [غنم بن] دودان بن أسد : بنات جحش وذكر فيهن ابن إسحاق أم حبيبة- بالهاء- وقال السهيلي : أم حبيب- بغير هاء- وقال هو قول الأكثر ، قال الحافظ : كذا قال . قلت لأن قصتها في الاستحاضة رواها أبو عمر : عن الزهري عن عروة رضي الله عنها . وقال عائشة عمرو بن الحارث ، ومحمد بن إسحاق وابن أبي ذئب كلهم عن الزهري : أم حبيبة بالهاء وقال عنه : معمر أم حبيب بغير هاء ، وقال عن يحيى بن أبي كثير عن أم سلمة أم حبيبة بالهاء . وقال عن ابن عيينة الزهري : أم حبيبة أو حبيب على الشك . فظهر من هذا أن أكثر الرواة قالوا : أم حبيبة بالهاء خلافا لما قاله قال في العيون : «وأما أبو عمر . فعنده ابن عساكر أم حبيبة واسمها حمنة فهما أي بنات جحش ثنتان على هذا» . انتهى . قلت : كان مستند الحافظ في ذلك ما رواه ابن عساكر أبو داود عن والترمذي عمران بن طلحة عن عبيد الله حمنة بنت جحش قالت : كنت أستحاض فذكر الحديث . فلما رأى الحافظ عن أمه حديث الاستحاضة تارة يروى عن ابن عساكر حمنة بنت جحش وتارة يروى عن أم حبيبة ظن أن اسم أم حبيبة حمنة ، وليس كذلك فإن حمنة غير أم حبيبة وكل منهما استحيض . وقد ذكر ابن إسحاق وابن سعد وغيرهما بنات جحش وسموهن وذكروا أزواجهن ، ولهذا مزيد بيان في كتابي : «عين الإصابة في معرفة الصحابة» ، أعان الله على إكماله .
الرابع : ذكر من نساء بني جحش : ابن إسحاق جذامة بنت جندل . قال السهيلي :
«وأحسبها جذامة بنت وهب وأما جذامة بنت جندل فلا تعرف في آل جحش الأسديين ولا في غيرهم ولعله وهم وقع في الكتاب وأنها بنت وهب بن محصن بنت أخي [ ص: 229 ] عكاشة بن محصن .
قال في الزهر : وهذا غيره لأن محمد بن جرير ذكر جذامة في المهاجرات ، قال : والمحدثون قالوا فيها : جذامة بنت وهب ، والمختار أنها بنت جندل أخت المشهور ، وتكون أخته من أمه . عكاشة بن محصن
وفي كتاب الصحابة لابن حبان : جذامة بنت جندل من بني غنم من المهاجرات ، وجذامة بنت وهب من بني هلال . وفي الطبقات لابن سعد : جذامة بنت جندل الأسدية أسلمت قديما وبايعت وهاجرت إلى المدينة . ويزيد ذلك وضوحا ما ذكره أبو الحسن الخزرجي في كتاب تقريب المدارك في الكلام على موطأ أن مالك : جذامة بنت وهب أسلمت عام الفتح ، ودال جدامة روي إعجامها وإهمالها وصحح .
الخامس : في بيان غريب ما سبق :
«اللحاق» : بفتح اللام مصدر لحقه ولحق به .
«أرسالا» : بفتح الهمزة أي : أفواجا وفرقا .
«التنعيم» : على لفظ المصدر محل بين مكة وسرف على مرحلتين من مكة .
«منعة» : بفتحتين أي في قوم يمنعونه ويحمونه جمع مانع ككاتب وكتبة وتقدم مبسوطا غير مرة .
«السبخة» : بكسر الموحدة وتسكن : الأرض المالحة .
«بين لابتين» : تثنية لابة بالموحدة وهي الحرة وتأتي .
«الحرتان» : تثنية حرة وهي أرض ذات أحجار سود نخرة كأنها أحرقت بالنار .
«السراة» : بفتح السين المهملة : أعظم جبال بلاد العرب «الظعينة» : بفتح الظاء المعجمة المشالة : المرأة وأصله الهودج الذي تكون فيه المرأة .
«عدا» : بالعين المهملة : من العدوان .
«فأبطأ» : بهمزة مفتوحة في أوله وأخرى في آخره .
«أصيب منكم» بالبناء للمفعول .
«أوعبوا» : قال ابن السكيت : أوعب بنو فلان جلاء : لم يبق بدارهم منهم أحد .
«تنكب قوسه» : ألقاها على منكبه . [ ص: 230 ]
«انتضى في يده أسهما» : أي سلها من كنانته وتركها معدة في يده وكذلك انتضى سيفه ونضاه سله .
«اختصر العنزة» العنزة بالتحريك : أطول من العصا وأقصر من الرمح وفيه زج كزج الرمح ، واختصرها : حملها مضمومة إلى خاصرته .
«المعاطس» جمع معطس بزنة مجلس وهو الأنف .
«وإرغامها» : إلصاقها بالرغام وهو التراب كنى بذلك عن الإهانة والذل .
«التناضب» : بمثناة فوقية مفتوحة فنون فألف فضاد معجمة مضمومة : هو اسم موضع ويروى بكسر الضاد جمع تنضب وهو شجر واحدته تنضبة .
«الأضاة» : بفتح الهمزة والضاد المعجمة بوزن حصاة ومناة الغدير يجتمع من ماء المطر يمد ويقصر .
«غفار» بكسر الغين المعجمة وبالفاء وبالراء .
«سرف» بفتح السين والراء المهملتين وبالفاء : موضع بين مكة والمدينة .
«تسور الحائط» : تسلقه .
«المروة» : الحجر الصلب .
«فعثر» بفتح المثلثة صدم رجله شيء .
«ذو طوى» بتثليث الطاء : بمكة قال النووي : يصرف ولا يصرف . [ ص: 231 ]