جماع أبواب بعض أمور دارت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين اليهود والمنافقين ، ونزول صدر من سورة البقرة وغيره من القرآن في ذلك
الباب الأول : في
nindex.php?page=treesubj&link=31931أخذ الله سبحانه وتعالى العهد عليهم في كتبهم أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، إذا جاءهم ، واعتراف جماعة منهم بنبوته ، ثم كفر كثير منهم بغيا وعنادا
فذكرت أحاديث كثيرة في أول الكتاب ، وأذكر ما لم أذكر هناك . قال الله سبحانه وتعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=40يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون [البقرة 40] روى
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما ،
nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله عنه في الآية ، قال الله تعالى للأحبار من يهود :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=40اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم أي من بلائي عندكم وعند آبائكم لما كان نجاهم به من فرعون وقومه :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=40وأوفوا بعهدي الذي أخذت في أعناقكم للنبي
محمد صلى الله عليه وسلم إذا جاءكم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=40أوف بعهدكم يقول : أرض عنكم وأدخلكم الجنة . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
أبي العالية في الآية قال : يقول : يا معشر أهل الكتاب ، آمنوا بما أنزلت على
محمد مصدقا لما معكم ، لأنهم يجدونه عندهم مكتوبا في التوراة والإنجيل ، ولا تكونوا أول كافر به ،
وبمحمد صلى الله عليه وسلم . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=42ولا تلبسوا الحق بالباطل [البقرة 42] أي لا تخلطوا الصدق بالكذب
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=42وتكتموا الحق وأنتم تعلمون [البقرة 42] أي لا تكتموا الحق وأنتم قد علمتم أن
محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة قال : "لا تلبسوا اليهودية والنصرانية بالإسلام وأنتم تعلمون أن دين الله الإسلام ، وأن اليهودية والنصرانية بدعة ليست من الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=42وتكتموا الحق وأنتم تعلمون أنه رسول الله
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث [الأعراف 157] وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في قوله "وتكتموا الحق" قال : هو
محمد صلى الله عليه وسلم . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما قال :
وصف الله
محمدا في التوراة ، أكحل العين ، ربعة ، جعد الشعر ، حسن الوجه ، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حسده أحبار يهود ، فغيروا صفته في كتابهم وقالوا : لا نجد نعته عندنا ، وقالوا : نجد النبي الأمي طويلا أزرق سبط الشعر ، وقالوا للسفلة : "ليس هذا نعت النبي الذي يحرم كذا
[ ص: 377 ]
وكذا" كما كتبوه ، وغيروا نعت هذا كما وصف ، فلبسوا بذلك على الناس . وإنما فعلوا ذلك لأن الأحبار كانت لهم مأكلة يطعمهم إياها السفلة لقيامهم على التوراة ، فخافوا أن يؤمن السفلة فتقطع تلك المأكلة .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود وناس من الصحابة رضي الله عنهم قالوا :
"كانت العرب تمر باليهود فيؤذونهم ، وكانوا يجدون
محمدا صلى الله عليه وسلم في التوراة ، فيسألون الله تعالى أن يبعثه فيقاتلون معه العرب ، فلما جاءهم كفروا به حين لم يكن من بني إسرائيل" .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ، nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر ، nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما ،
nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم عنه من طرق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ، nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ، nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : أن يهود
أهل المدينة قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كانوا إذا قاتلوا من يليهم من مشركي العرب من أسد وغطفان وجهينة وعذرة يستفتحون يدعون الله على الذين كفروا ويقولون : "اللهم إنا نستنصر بحق
محمد النبي الأمي إلا نصرتنا عليهم" ، فينصرون . وكانوا يقولون : "اللهم ابعث النبي الأمي الذي نجده في التوراة الذي وعدتنا أنك باعثه في آخر الزمان" . فلما جاءهم ما عرفوا ، كفروا به حسدا للعرب ، وهم يعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال لهم
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل ، وبشر بن البراء أخو بني سلمة : يا معشر يهود ، اتقوا الله وأسلموا ، فقد كنتم تستفتحون علينا
بمحمد ونحن أهل شرك ، وتخبروننا أنه مبعوث ، وتصفونه لنا بصفته .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن بعض من أسلم من أهل الكتاب ، قال :
"والله لنحن أعرف برسول الله منا بأبنائنا من أجل الصفة والنعت الذي نجده في كتابنا ، أما أبناؤنا فلا ندري ما أحدث النساء" وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق ، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي ، nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم عن أم المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=199صفية بنت حيي رضي الله عنها أنها قالت :
"لم يكن أحد من ولد أبي وعمي أبي ياسر أحب إليهما مني ، لم ألقهما قط مع ولد لهما إلا أخذاني دونه . فلما قدم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قباء قرية بني عمرو بن عوف غدا إليه أبي ، حيي بن أخطب وعمي أبو ياسر بن أخطب مغلسين ، فوالله ما جاءانا إلا مع مغيب الشمس ، فجاءانا بأمر أبي كبشة [كالين كسلانين] ساقطين يمشيان الهوينى ، فهششت إليهما كما كنت أصنع ، فوالله ما نظر إلي واحد منهما ، فسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي حيي بن أخطب : أهو هو؟ قال : نعم . قال : أتعرفه بنعته وصفته؟ قال : نعم والله . قال :
فما في نفسك منه؟ قال : عداوته والله ما بقيت" .
وذكر
ابن عقبة عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري قال : "إن
أبا ياسر بن أخطب حين قدم رسول الله- صلى الله عليه وسلم-
المدينة ذهب إليه فسمع منه وحادثه ثم رجع إلى قومه فقال : يا قوم أطيعوني ، فإن الله تعالى قد جاءكم بالذي تنتظرونه فاتبعوه ولا تخالفوه . فانطلق أخوه
حيي بن أخطب ، وهو يومئذ سيد
[ ص: 378 ]
يهود ، وهما من بني النضير ، فجلس إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وسمع منه ، ثم رجع إلى قومه ، وكان فيهم مطاعا . فقال : أتيت من عند رجل والله لا أزال له عدوا . فقال له أخوه
أبو ياسر :
يا ابن أم أطعني في هذا الأمر واعصني فيما شئت بعد لأمهلك . فقال : والله لا أطيعك .
فاستحوذ عليه الشيطان ، وتبعه قومه على رأيه" .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن الإمام أحمد في "زوائد المسند" عن
nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة رضي الله عنه ، أنه قد جاء
جرمقاني إلى أصحاب
محمد- صلى الله عليه وسلم- فقال : أين صاحبكم هذا الذي يزعم أنه نبي ، لئن سألته لأعلمني نبي هو أو غير نبي . ثم قال
الجرمقاني : "هذا والله الذي جاء به
موسى" ، الجرمقاني بجيم مفتوحة فراء ساكنة فميم مفتوحة فقاف فألف فنون ، منسوب إلى الجرامقة .
قال في "الصحاح" : قوم بالموصل أصلهم من العجم ، وقال غيره : وجرامقة الشام أنباطها .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما
أن حبرا من أحبار اليهود دخل على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فوافقه يقرأ سورة يوسف فقال : "يا محمد من علمكها" ؟ قال : "الله عز وجل علمنيها" ، فعجب الحبر لما سمع منه . فرجع إلى اليهود فقال : "إن محمدا ليقرأ القرآن ، كما أنزل في التوراة" .
فانطلق جماعة منهم حتى دخلوا عليه فعرفوه بالصفة ، ونظروا إلى خاتم النبوة بين كتفيه ، فجعلوا يستمعون إلى قراءته لسورة يوسف ، فتعجبوا منه وأسلموا عند ذلك .
وذكر
محمد بن عمر الأسلمي أن النعمان السبئي وكان من أحبار يهود اليمن ، فلما سمعوا برسول الله- صلى الله عليه وسلم- قدم عليه فسأله عن أشياء ، ثم قال له : "إن أبي كان يختم على سفر ويقول : "لا تقرأه على يهود حتى تسمع بنبي قد خرج بيثرب ، فإذا سمعت به فافتحه" . قال النعمان : "فلما سمعت به فتحت السفر فإذا فيه صفتك كما أراك الساعة ، وإذا فيه ما تحل وما تحرم ، وإذا فيه أنك آخر الأنبياء ، وأمتك آخر الأمم ، واسمك أحمد ، وأمتك قربانهم دماؤهم ، وأناجيلهم صدورهم ، لا يحضرون قتالا إلا وجبريل معهم ، ويتحنن الله تعالى عليهم كتحنن الطير على أفراخه ، ثم قال لي : إذا سمعت به فاخرج إليه وصدقه" .
وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يحب أن يسمع أصحابه حديثه . فأتاه يوما فقال : "يا
نعمان حدثنا" ، فابتدأ الحديث من أوله ، فرأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يبتسم ، ثم قال :
"أشهد أني رسول الله" .
ويقال إن
النعمان هذا هو الذي قتله
الأسود العنسي الكذاب وقطعه عضوا عضوا ، والنعمان يقول : "أشهد ألا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، وأنك كذاب مفتر على الله عز وجل" . ثم حرقه بالنار ، والآثار في هذا كثيرة لا تحصى .
[ ص: 379 ]
جِمَاعُ أَبْوَابِ بَعْضِ أُمُورٍ دَارَتْ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ الْيَهُودِ وَالْمُنَافِقِينَ ، وَنُزُولِ صَدْرٍ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْقُرْآنِ فِي ذَلِكَ
الْبَابُ الْأَوَّلُ : فِي
nindex.php?page=treesubj&link=31931أَخْذِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْعَهْدَ عَلَيْهِمْ فِي كُتُبِهِمْ أَنْ يُؤْمِنُوا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذَا جَاءَهُمْ ، وَاعْتِرَافِ جَمَاعَةٍ مِنْهُمْ بِنُبُوَّتِهِ ، ثُمَّ كُفْرِ كَثِيرٍ مِنْهُمْ بَغْيًا وَعِنَادًا
فَذَكَرْتُ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ ، وَأَذْكُرُ مَا لَمْ أَذْكُرْ هُنَاكَ . قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=40يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ [الْبَقَرَةِ 40] رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=11970وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ،
nindex.php?page=showalam&ids=12918وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْآيَةِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْأَحْبَارِ مِنْ يَهُودَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=40اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ أَيْ مِنْ بَلَائِي عِنْدَكُمْ وَعِنْدَ آبَائِكُمْ لِمَا كَانَ نَجَّاهُمْ بِهِ مِنْ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=40وَأَوْفُوا بِعَهْدِي الَّذِي أَخَذْتُ فِي أَعْنَاقِكُمْ لِلنَّبِيِّ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَاءَكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=40أُوفِ بِعَهْدِكُمْ يَقُولُ : أَرْضَ عَنْكُمْ وَأُدْخِلْكُمُ الْجَنَّةَ . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ فِي الْآيَةِ قَالَ : يَقُولُ : يَا مَعْشَرَ أَهْلِ الْكِتَابِ ، آمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ عَلَى
مُحَمَّدٍ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ ، لِأَنَّهُمْ يَجِدُونَهُ عِنْدَهُمْ مَكْتُوبًا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ، وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ،
وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=42وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ [الْبَقَرَةِ 42] أَيْ لَا تَخْلِطُوا الصِّدْقَ بِالْكَذِبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=42وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الْبَقَرَةِ 42] أَيْ لَا تَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ قَالَ : "لَا تَلْبِسُوا الْيَهُودِيَّةَ وَالنَّصْرَانِيَّةَ بِالْإِسْلَامِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ دِينَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ، وَأَنَّ الْيَهُودِيَّةَ وَالنَّصْرَانِيَّةَ بِدْعَةٌ لَيْسَتْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=42وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ ، يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ [الْأَعْرَافِ 157] وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ "وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ" قَالَ : هُوَ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :
وَصَفَ اللَّهُ
مُحَمَّدًا فِي التَّوْرَاةِ ، أَكْحَلَ الْعَيْنِ ، رَبْعَةً ، جَعْدَ الشَّعْرِ ، حَسَنَ الْوَجْهِ ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسَدَهُ أَحْبَارُ يَهُودَ ، فَغَيَّرُوا صِفَتَهُ فِي كِتَابِهِمْ وَقَالُوا : لَا نَجِدُ نَعْتَهُ عِنْدَنَا ، وَقَالُوا : نَجِدُ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ طَوِيلًا أَزْرَقَ سَبْطَ الشَّعْرِ ، وَقَالُوا لِلسَّفْلَةِ : "لَيْسَ هَذَا نَعْتَ النَّبِيِّ الَّذِي يُحَرِّمُ كَذَا
[ ص: 377 ]
وَكَذَا" كَمَا كَتَبُوهُ ، وَغَيَّرُوا نَعْتَ هَذَا كَمَا وُصِفَ ، فَلَبَّسُوا بِذَلِكَ عَلَى النَّاسِ . وَإِنَّمَا فَعَلُوا ذَلِكَ لِأَنَّ الْأَحْبَارَ كَانَتْ لَهُمْ مَأْكَلَةٌ يُطْعِمُهُمْ إِيَّاهَا السَّفْلَةُ لِقِيَامِهِمْ عَلَى التَّوْرَاةِ ، فَخَافُوا أَنْ يُؤْمِنَ السَّفْلَةُ فَتُقْطَعَ تِلْكَ الْمَأْكَلَةُ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنِ مَسْعُودٍ وَنَاسٍ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالُوا :
"كَانَتِ الْعَرَبُ تَمُرُّ بِالْيَهُودِ فَيُؤْذُونَهُمْ ، وَكَانُوا يَجِدُونَ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ ، فَيَسْأَلُونَ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَبْعَثَهُ فَيُقَاتِلُونَ مَعَهُ الْعَرَبَ ، فَلَمَّا جَاءَهُمْ كَفَرُوا بِهِ حِينَ لَمْ يَكُنْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ" .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=12918وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، nindex.php?page=showalam&ids=11970وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ،
nindex.php?page=showalam&ids=12181وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْهُ مِنْ طُرُقٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=12181وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ : أَنَّ يَهُودَ
أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَبْلَ قُدُومِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانُوا إِذَا قَاتَلُوا مَنْ يَلِيهِمْ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ مِنْ أَسَدٍ وَغَطَفَانَ وَجُهَيْنَةَ وَعُذْرَةَ يَسْتَفْتِحُونَ يَدْعُونَ اللَّهَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَقُولُونَ : "اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَنْصِرُ بِحَقِّ
مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ إِلَّا نَصَرْتَنَا عَلَيْهِمْ" ، فَيُنْصَرُونَ . وَكَانُوا يَقُولُونَ : "اللَّهُمَّ ابْعَثِ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي نَجِدُهُ فِي التَّوْرَاةِ الَّذِي وَعَدْتَنَا أَنَّكَ بَاعِثُهُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ" . فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا ، كَفَرُوا بِهِ حَسَدًا لِلْعَرَبِ ، وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَقَالَ لَهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، وَبِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ أَخُو بَنِي سَلِمَةَ : يَا مَعْشَرَ يَهُودَ ، اتَّقُوا اللَّهَ وَأَسْلِمُوا ، فَقَدْ كُنْتُمْ تَسْتَفْتِحُونَ عَلَيْنَا
بِمُحَمَّدٍ وَنَحْنُ أَهْلُ شِرْكٍ ، وَتُخْبِرُونَنَا أَنَّهُ مَبْعُوثٌ ، وَتَصِفُونَهُ لَنَا بِصِفَتِهِ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=12918وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ بَعْضِ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، قَالَ :
"وَاللَّهِ لَنَحْنُ أَعْرَفُ بِرَسُولِ اللَّهِ مِنَّا بِأَبْنَائِنَا مِنْ أَجْلِ الصِّفَةِ وَالنَّعْتِ الَّذِي نَجِدُهُ فِي كِتَابِنَا ، أَمَّا أَبْنَاؤُنَا فَلَا نَدْرِي مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ" وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ ، nindex.php?page=showalam&ids=13933وَالْبَيْهَقِيُّ ، nindex.php?page=showalam&ids=12181وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ
nindex.php?page=showalam&ids=199صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ :
"لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِ أَبِي وَعَمِّي أَبِي يَاسِرٍ أَحَبَّ إِلَيْهِمَا مِنِّي ، لَمْ أَلْقَهُمَا قَطُّ مَعَ وَلَدٍ لَهُمَا إِلَّا أَخَذَانِي دُونَهُ . فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُبَاءً قَرْيَةَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ غَدَا إِلَيْهِ أَبِي ، حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ وَعَمِّي أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَخْطَبَ مُغَلِّسَيْنِ ، فَوَاللَّهِ مَا جَاءَانَا إِلَّا مَعَ مَغِيبِ الشَّمْسِ ، فَجَاءَانَا بِأَمْرِ أَبِي كَبْشَةَ [كَالَّيْنِ كَسْلَانَيْنِ] سَاقِطَيْنِ يَمْشِيَانِ الْهُوَيْنَى ، فَهَشَشْتُ إِلَيْهِمَا كَمَا كُنْتُ أَصْنَعُ ، فَوَاللَّهِ مَا نَظَرَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنْهُمَا ، فَسَمِعْتُ عَمِّي أَبَا يَاسِرٍ وَهُوَ يَقُولُ لِأَبِي حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ : أَهُوَ هُوَ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : أَتَعْرِفُهُ بِنَعْتِهِ وَصِفَتِهِ؟ قَالَ : نَعَمْ وَاللَّهِ . قَالَ :
فَمَا فِي نَفْسِكَ مِنْهُ؟ قَالَ : عَدَاوَتُهُ وَاللَّهِ مَا بَقِيتُ" .
وَذَكَرَ
ابْنُ عُقْبَةَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيِّ قَالَ : "إِنَّ
أَبَا يَاسِرِ بْنَ أَخْطَبَ حِينَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
الْمَدِينَةَ ذَهَبَ إِلَيْهِ فَسَمِعَ مِنْهُ وَحَادَثَهُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ : يَا قَوْمِ أَطِيعُونِي ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ جَاءَكُمْ بِالَّذِي تَنْتَظِرُونَهُ فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تُخَالِفُوهُ . فَانْطَلَقَ أَخُوهُ
حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ
[ ص: 378 ]
يَهُودَ ، وَهُمَا مِنْ بَنِي النَّضِيرِ ، فَجَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَسَمِعَ مِنْهُ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ ، وَكَانَ فِيهِمْ مُطَاعًا . فَقَالَ : أَتَيْتُ مِنْ عِنْدِ رَجُلٍ وَاللَّهِ لَا أَزَالُ لَهُ عَدُوًّا . فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ
أَبُو يَاسِرٍ :
يَا ابْنَ أُمَّ أَطِعْنِي فِي هَذَا الْأَمْرِ وَاعْصِنِي فِيمَا شِئْتَ بَعْدُ لِأُمْهِلَكَ . فَقَالَ : وَاللَّهِ لَا أُطِيعُكَ .
فَاسْتَحْوَذَ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ ، وَتَبِعَهُ قَوْمُهُ عَلَى رَأْيِهِ" .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16408عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ فِي "زَوَائِدِ الْمُسْنَدِ" عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=98جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ قَدْ جَاءَ
جَرْمَقَانِيٌّ إِلَى أَصْحَابِ
مُحَمَّدٍ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ : أَيْنَ صَاحِبُكُمْ هَذَا الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ ، لَئِنْ سَأَلْتُهُ لَأَعْلَمَنِي نَبِيٌّ هُوَ أَوْ غَيْرُ نَبِيٍّ . ثُمَّ قَالَ
الْجَرْمَقَانِيُّ : "هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي جَاءَ بِهِ
مُوسَى" ، الْجَرْمَقَانِيُّ بِجِيمٍ مَفْتُوحَةٍ فَرَاءٍ سَاكِنَةٍ فَمِيمٍ مَفْتُوحَةٍ فَقَافٍ فَأَلِفٍ فَنُونٍ ، مَنْسُوبٌ إِلَى الْجَرَامِقَةِ .
قَالَ فِي "الصِّحَاحِ" : قَوْمٌ بِالْمَوْصِلِ أَصْلُهُمْ مِنَ الْعَجَمِ ، وَقَالَ غَيْرُهُ : وَجَرَامِقَةُ الشَّامِ أَنْبَاطُهَا .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
أَنَّ حَبْرًا مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَافَقَهُ يَقْرَأُ سُورَةَ يُوسُفَ فَقَالَ : "يَا مُحَمَّدُ مَنْ عَلَّمَكَهَا" ؟ قَالَ : "اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَّمَنِيهَا" ، فَعَجِبَ الْحَبْرُ لِمَا سَمِعَ مِنْهُ . فَرَجَعَ إِلَى الْيَهُودِ فَقَالَ : "إِنَّ مُحَمَّدًا لَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ ، كَمَا أُنْزِلَ فِي التَّوْرَاةِ" .
فَانْطَلَقَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ حَتَّى دَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفُوهُ بِالصِّفَةِ ، وَنَظَرُوا إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ، فَجَعَلُوا يَسْتَمِعُونَ إِلَى قِرَاءَتِهِ لِسُورَةِ يُوسُفَ ، فَتَعَجَّبُوا مِنْهُ وَأَسْلَمُوا عِنْدَ ذَلِكَ .
وَذَكَرَ
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ أَنَّ النُّعْمَانَ السَّبَئِيَّ وَكَانَ مِنْ أَحْبَارِ يَهُودِ الْيَمَنِ ، فَلَمَّا سَمِعُوا بِرَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدِمَ عَلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَنْ أَشْيَاءَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : "إِنَّ أَبِي كَانَ يَخْتِمُ عَلَى سِفْرٍ وَيَقُولُ : "لَا تَقْرَأْهُ عَلَى يَهُودَ حَتَّى تَسْمَعَ بِنَبِيٍّ قَدْ خَرَجَ بِيَثْرِبَ ، فَإِذَا سَمِعْتَ بِهِ فَافْتَحْهُ" . قَالَ النُّعْمَانُ : "فَلَمَّا سَمِعْتُ بِهِ فَتَحْتُ السِّفْرَ فَإِذَا فِيهِ صِفَتُكَ كَمَا أَرَاكَ السَّاعَةَ ، وَإِذَا فِيهِ مَا تُحِلُّ وَمَا تُحَرِّمُ ، وَإِذَا فِيهِ أَنَّكَ آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ ، وَأُمَّتُكَ آخِرُ الْأُمَمِ ، وَاسْمُكَ أَحْمَدُ ، وَأُمَّتُكَ قُرْبَانُهُمْ دِمَاؤُهُمْ ، وَأَنَاجِيلُهُمْ صُدُورُهُمْ ، لَا يَحْضُرُونَ قِتَالًا إِلَّا وَجِبْرِيلُ مَعَهُمْ ، وَيَتَحَنَّنُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ كَتَحَنُّنِ الطَّيْرِ عَلَى أَفْرَاخِهِ ، ثُمَّ قَالَ لِي : إِذَا سَمِعْتَ بِهِ فَاخْرُجْ إِلَيْهِ وَصَدِّقْهُ" .
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُحِبُّ أَنْ يُسْمِعَ أَصْحَابَهُ حَدِيثَهُ . فَأَتَاهُ يَوْمًا فَقَالَ : "يَا
نُعْمَانُ حَدِّثْنَا" ، فَابْتَدَأَ الْحَدِيثَ مِنْ أَوَّلِهِ ، فَرَأَى رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَبْتَسِمُ ، ثُمَّ قَالَ :
"أَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ" .
وَيُقَالُ إِنَّ
النُّعْمَانَ هَذَا هُوَ الَّذِي قَتَلَهُ
الْأَسْوَدُ الْعَنْسِيُّ الْكَذَّابُ وَقَطَّعَهُ عُضْوًا عُضْوًا ، وَالنُّعْمَانُ يَقُولُ : "أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَأَنَّكَ كَذَّابٌ مُفْتَرٍ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ" . ثُمَّ حَرَّقَهُ بِالنَّارِ ، وَالْآثَارُ فِي هَذَا كَثِيرَةٌ لَا تُحْصَى .
[ ص: 379 ]