[ ص: 170 ] فصل ( في
nindex.php?page=treesubj&link=18486_19135الأدب مع المحدث ومنه التجاهل والإقبال والاستماع ) .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14243الخلال : أخبرنا
الداودي سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبا عبيد القاسم بن سلام يقول : إن من شكر العلم أن يجلس مع رجل فيذاكره بشيء لا يعرفه ، فيذكر له الحرف عند ذلك فيذكر ذلك الحرف الذي سمعت من ذلك الرجل ، فيقول ما كان عندي من هذا شيء حتى سمعت فلانا يقول فيه كذا وكذا . فإذا فعلت ذلك فقد شكرت العلم ولا توهمهم أنك قلت هذا من نفسك . .
وقال
ابن الجوزي : وإذا روى المحدث حديثا قد عرفه السامع ، فلا ينبغي أن يداخله فيه قال
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح : إن الشاب ليحدثني بحديث فأستمع له كأني لم أسمعه ، ولقد سمعته قبل أن يولد ، ثم روى بإسناده عن
nindex.php?page=showalam&ids=15798خالد بن صفوان قال : إذا رأيت محدثا يحدث حديثا قد سمعته أو يخبر بخبر قد علمته ، فلا تشاركه فيه حرصا على أن يعلم من حضرك أنك قد علمته ، فإن ذلك خفة فيك وسوء أدب .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14800أبو حفص العكبري في الأدب له عن
nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب قال : إني لأسمع من الرجل الحديث قد سمعته قبل أن يجتمع أبواه فأنصت له كأني لم أسمعه ، ثم روى ما تقدم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء ثم قال : سمعت
أبا علي الحسن بن عبد الله جليس
أبي أحمد الفقيه البغدادي يقول : يروى عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري أنه قال : وتراه يعجب من حديث ولعلة أدرى به ، وروى ما تقدم عن
nindex.php?page=showalam&ids=15798خالد بن صفوان وروى ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=12998ابن بطة .
قال
ابن الجوزي : ومتى أشكل شيء من الحديث على الطالب صبر حتى ينتهي الحديث ، ثم يستفهم الشيخ بأدب ولطف ولا يقطع عليه في وسط الحديث قال : وفي أصحاب الحديث من ينزل جزءا في جزء ويوهم الشيخ أنه جزء واحد ، ومثل هذه الأفعال لا يجوز اعتمادها .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12998ابن بطة عن
[ ص: 171 ] إبراهيم بن الجنيد قال حكيم لابنه : تعلم حسن الاستماع كما تعلم حسن الكلام ، فإن حسن الاستماع إمهالك للمتكلم حتى يفضي إليك بحديثه ، والإقبال بالوجه والنظر ، وترك المشاركة له في حديث أنت تعرفه وأنشد :
ولا تشارك في الحديث أهله وإن عرفت فرعه وأصله
وروي أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=15464الهيثم بن عدي قال قالت الحكماء : من الأخلاق السيئة على كل حال مغالبة الرجل على كلامه ، والاعتراض فيه لقطع حديثه ، وروي أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد قال
لقمان لابنه : إياك إذا سئل غيرك أن تكون أنت المجيب كأنك أصبت غنيمة أو ظفرت بعطية ، فإنك إن فعلت ذلك أزريت بالمسئول ، وعنفت السائل ، ودللت السفهاء على سفاهة حلمك وسوء أدبك ، يا بني ليشتد حرصك على الثناء من الأكفاء ، والأدب النافع ، والإخوان الصالحين قال
nindex.php?page=showalam&ids=12998ابن بطة : كنت عند
nindex.php?page=showalam&ids=12102أبي عمر الزاهد فسئل عن مسألة فبادرت أنا فأجبت السائل ، فالتفت إلي فقال لي : تعرف الفضوليات المنتقبات يعني : أنت فضولي فأخجلني . وذكر ذلك أيضا
أبو جعفر العكبري في الآداب له .
[ ص: 170 ] فَصْلٌ ( فِي
nindex.php?page=treesubj&link=18486_19135الْأَدَبِ مَعَ الْمُحَدِّثِ وَمِنْهُ التَّجَاهُلُ وَالْإِقْبَالُ وَالِاسْتِمَاعُ ) .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14243الْخَلَّالُ : أَخْبَرَنَا
الدَّاوُدِيُّ سَمِعْت
nindex.php?page=showalam&ids=12074أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَامٍ يَقُولُ : إنَّ مِنْ شُكْرِ الْعِلْمَ أَنْ يَجْلِسَ مَعَ رَجُلٍ فَيُذَاكِرَهُ بِشَيْءٍ لَا يَعْرِفُهُ ، فَيَذْكُرَ لَهُ الْحَرْفَ عِنْدَ ذَلِكَ فَيَذْكُرَ ذَلِكَ الْحَرْفَ الَّذِي سَمِعْت مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ ، فَيَقُولَ مَا كَانَ عِنْدِي مِنْ هَذَا شَيْءٌ حَتَّى سَمِعْت فُلَانًا يَقُولُ فِيهِ كَذَا وَكَذَا . فَإِذَا فَعَلْت ذَلِكَ فَقَدْ شَكَرْت الْعِلْمَ وَلَا تُوهِمُهُمْ أَنَّك قُلْت هَذَا مِنْ نَفْسِك . .
وَقَالَ
ابْنُ الْجَوْزِيِّ : وَإِذَا رَوَى الْمُحَدِّثُ حَدِيثًا قَدْ عَرَفَهُ السَّامِعُ ، فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُدَاخِلَهُ فِيهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءُ بْن أَبِي رَبَاحٍ : إنَّ الشَّابَّ لَيُحَدِّثُنِي بِحَدِيثٍ فَأَسْتَمِعُ لَهُ كَأَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ ، وَلَقَدْ سَمِعْته قَبْلَ أَنْ يُولَدَ ، ثُمَّ رَوَى بِإِسْنَادِهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15798خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ قَالَ : إذَا رَأَيْت مُحَدِّثًا يُحَدِّثُ حَدِيثًا قَدْ سَمِعْته أَوْ يُخْبِرُ بِخَبَرٍ قَدْ عَلِمْتُهُ ، فَلَا تُشَارِكْهُ فِيهِ حِرْصًا عَلَى أَنْ يَعْلَمَ مَنْ حَضَرَك أَنَّك قَدْ عَلِمْته ، فَإِنَّ ذَلِكَ خِفَّةٌ فِيك وَسُوءُ أَدَبٍ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14800أَبُو حَفْصٍ الْعُكْبَرِيُّ فِي الْأَدَبِ لَهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16472ابْنِ وَهْبٍ قَالَ : إنِّي لَأَسْمَعُ مِنْ الرَّجُلِ الْحَدِيثَ قَدْ سَمِعْته قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَ أَبَوَاهُ فَأُنْصِتُ لَهُ كَأَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ ، ثُمَّ رَوَى مَا تَقَدَّمَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاء ثُمَّ قَالَ : سَمِعْت
أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ جَلِيسَ
أَبِي أَحْمَدَ الْفَقِيهَ الْبَغْدَادِيَّ يَقُولُ : يُرْوَى عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَان الثَّوْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ : وَتَرَاهُ يَعْجَبُ مِنْ حَدِيثٍ وَلَعَلَّةُ أَدْرَى بِهِ ، وَرَوَى مَا تَقَدَّمَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15798خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ وَرَوَى ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=12998ابْنُ بَطَّةَ .
قَالَ
ابْنُ الْجَوْزِيِّ : وَمَتَى أَشْكَلَ شَيْءٌ مِنْ الْحَدِيثِ عَلَى الطَّالِبِ صَبَرَ حَتَّى يَنْتَهِي الْحَدِيثُ ، ثُمَّ يَسْتَفْهِمُ الشَّيْخَ بِأَدَبٍ وَلُطْفٍ وَلَا يَقْطَعْ عَلَيْهِ فِي وَسَطِ الْحَدِيثِ قَالَ : وَفِي أَصْحَابِ الْحَدِيثِ مِنْ يُنْزِلُ جُزْءًا فِي جُزْءٍ وَيُوهِمُ الشَّيْخَ أَنَّهُ جُزْءٌ وَاحِدٌ ، وَمِثْلُ هَذِهِ الْأَفْعَالِ لَا يَجُوزُ اعْتِمَادُهَا .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12998ابْنُ بَطَّةَ عَنْ
[ ص: 171 ] إبْرَاهِيمَ بْنِ الْجُنَيْدِ قَالَ حَكِيمٌ لِابْنِهِ : تَعَلَّمْ حُسْنَ الِاسْتِمَاعِ كَمَا تَعْلَمُ حُسْنَ الْكَلَامِ ، فَإِنَّ حُسْنَ الِاسْتِمَاعَ إمْهَالُكَ لِلْمُتَكَلِّمِ حَتَّى يُفْضِي إلَيْك بِحَدِيثِهِ ، وَالْإِقْبَالُ بِالْوَجْهِ وَالنَّظَرُ ، وَتَرْكُ الْمُشَارَكَةِ لَهُ فِي حَدِيثٍ أَنْتَ تَعْرِفُهُ وَأَنْشَدَ :
وَلَا تُشَارِكْ فِي الْحَدِيثِ أَهْلَهُ وَإِنْ عَرَفْت فَرْعَهُ وَأَصْلَهُ
وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15464الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ قَالَتْ الْحُكَمَاءُ : مِنْ الْأَخْلَاقِ السَّيِّئَةِ عَلَى كُلِّ حَالٍ مُغَالَبَةُ الرَّجُلِ عَلَى كَلَامِهِ ، وَالِاعْتِرَاضُ فِيهِ لِقَطْعِ حَدِيثِهِ ، وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ قَالَ
لُقْمَانُ لِابْنِهِ : إيَّاكَ إذَا سُئِلَ غَيْرُك أَنْ تَكُونَ أَنْتَ الْمُجِيبُ كَأَنَّك أَصَبْت غَنِيمَةً أَوْ ظَفِرْت بِعَطِيَّةٍ ، فَإِنَّك إنْ فَعَلْت ذَلِكَ أَزْرَيْت بِالْمَسْئُولِ ، وَعَنَّفْت السَّائِلَ ، وَدَلَلْت السُّفَهَاءَ عَلَى سَفَاهَةِ حِلْمِك وَسُوءِ أَدَبِك ، يَا بُنَيَّ لِيَشْتَدَّ حِرْصُك عَلَى الثَّنَاءِ مِنْ الْأَكْفَاءِ ، وَالْأَدَبِ النَّافِعِ ، وَالْإِخْوَانِ الصَّالِحِينَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12998ابْنُ بَطَّةَ : كُنْت عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=12102أَبِي عُمَرَ الزَّاهِدِ فَسُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَبَادَرْت أَنَا فَأَجَبْت السَّائِلَ ، فَالْتَفَتَ إلَيَّ فَقَالَ لِي : تَعْرِفُ الْفُضُولِيَّاتِ الْمُنْتَقِبَاتِ يَعْنِي : أَنْتَ فُضُولِيٌّ فَأَخْجَلَنِي . وَذَكَرَ ذَلِكَ أَيْضًا
أَبُو جَعْفَرٍ الْعُكْبَرِيُّ فِي الْآدَابِ لَهُ .