وفي حديث { أبي قتادة يسقيهم فلم يعد أن رأى الناس ماء في الميضأة تكابوا عليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنوا الملأ كلكم سيروى قال ففعلوا فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 206 ] يصب وأسقيهم حتى ما بقي غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي اشرب فقلت لا أشرب حتى تشرب يا رسول الله قال إن ساقي القوم آخرهم شربا قال فشربت وشرب رسول الله وأبو قتادة } رواه في قصة نومهم عن صلاة الفجر لما لحقهم وقد عطشوا فقال لا هلك عليكم بضم الهاء الهلاك ثم قال أطلقوا إلي غمري بضم الغين المعجمة وفتح الميم وبالراء وهو القدح الصغير ودعا بالميضأة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب ، والملأ بفتح الميم واللام وآخره همزة منصوب مفعول أحسنوا والملأ الخلق والعشرة يقال ما أحسن ملأ فلان أي خلقه وعشرته وما أحسن ملأ بني فلان أي عشرتهم وأخلاقهم . كان يقال من ساء خلقه قل صديقه قال مسلم محمد بن حازم
وما اكتسب المحامد طالبوها بمثل البشر والوجه الطليق
وقال آخر :خالق الناس بخلق حسن لا تكن كلبا على الناس تهر
وما حسن أن يمدح المرء نفسه ولكن أخلاقا تذم وتمدح