[ ص: 239 ] فصل ( في الاستخارة وهل هي فيما يخفى أو في كل شيء ) .
قال جعفر بن محمد الصائغ سمعت يقول : كل شيء من الخير يبادر به . أبا عبد الله أحمد بن حنبل
وقال محمد بن نصر العابد سمعت يقول كل شيء من الخير يبادر فيه قال وشاورته في الخروج إلى الثغر فقال لي بادر بادر ، وهذا يحتمل أنه لا استخارة فيه كما قاله بعض الفقهاء لظهور المصلحة ويحتمل أن مراده بعد فعل ما ينبغي فعله من أحمد بن حنبل وغيره وقول صلاة الاستخارة { جابر } حديث صحيح رواه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها وغيره ، { البخاري وقد استخارت زينب لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها } قال في شرح مسلم : فيه استحباب صلاة الاستخارة لمن هم بأمر سواء كان الأمر ظاهر الخير أم لا قال ولعلها استخارت لخوفها من تقصيرها في حقه صلى الله عليه وسلم .
وقال شيخ الإسلام عبد الله بن محمد الأنصاري أخبرنا أحمد بن علي الأصبهاني أحفظ من رأيت من البشر ثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم ثنا إسماعيل بن إبراهيم القطان ثنا ثنا سلمة بن شبيب إبراهيم بن خالد الصنعاني حدثني عمر بن عبد الرحمن سمعت يقول قال وهب بن منبه داود عليه السلام يا رب أي عبادك أبغض إليك قال عبد استخارني في أمر فخرت له فلم يرض . الظاهر أنه إسناد حسن .
وقال في الأدب كراهة العجلة وروي عن الخلال حدثني أبي ثنا عبد الله بن أحمد إسحاق بن عيسى الطباع سمعت عاب العجلة في الأمور ، ثم قال قرأ مالك بن أنس البقرة في ثمان سنين وظاهر هذا من ابن عمر مخالفته لما تقدم . وقد قال الخلال أبو داود حدثنا الحسن بن محمد الصباح ثنا ثنا عفان عبد الواحد ثنا عن سليمان الأعمش مالك بن الحارث قال وقد سمعتهم يذكرون عن الأعمش عن أبيه قال مصعب بن سعد ولا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { الأعمش } كلهم ثقات : التؤدة في كل شيء [ ص: 240 ] إلا في عمل الآخرة
واتأد في مشيه وتوأد في مشيه وهو افتعل وتفعل من التؤدة وأصل التاء في " اتئد " واو ، يقال اتئد في أمرك .
وقد سبق التثبت والتأني في الفتيا في فصول العلم وقول إنه نوع من الجهل والخرق وما رواه مالك وغيره عن البيهقي سعد بن سنان وهو ضعيف عندهم وحسن له الترمذي عن مرفوعا { أنس } وذكرت في مكان آخر ما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم { التأني من الله والعجلة من الشيطان } وقوله { إن الله رفيق يحب الرفق } . من يحرم الرفق يحرم الخير