عن أم قيس بنت محصن { أعلقت غمزت فهي تخاف أن يكون به عذرة فقال علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق ؟ يونس } وفي لفظ { أنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم بابن لها قد أعلقت عليه من العذرة قال } متفق عليه . الأعلاق عليكن بهذا العود الهندي يعني به الكست فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب يسعط من العذرة ويلد من ذات الجنب أيضا { وللبخاري } ووصف اتقوا الله علام تدغرون أولادكم ؟ سفيان الغلام يحنك بالأصبع فأدخل سفيان في حنكه إنما يعني رفع حنكه بإصبعه وقال في العود الهندي يريد القسط ، ( علامه ؟ ) أثبت هاء السكت هنا في الدرج والوصل . ولمسلم عن ولأحمد { جابر وعندها صبي تنبعث منخراه دما فقال ما لهذا ؟ قالوا به العذرة قال علام تعذبن أولادكن ؟ إنما يكفي إحداكن أن تأخذ قسطا هنديا فتحكه بماء سبع مرات ثم توجره إياه ففعلوا ذلك فبرأ ، أم سلمة } قولها أعلقت عليه كذا في أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على وكذا في مسلم من رواية البخاري وغيره ، وفيه من رواية معمر سفيان بن عيينة
أعلقت عنه وهو المعروف في اللغة وقيل هما لغتان قال الأعلاق الدغرة يقال أعلقت المرأة ولدها من العذرة إذا رفعتها بيدها ، والعلاق بفتح العين والإعلاق أشهر لغة وقيل لا يجوز غيره وهو مصدر أعلقت عنه أي أزالت عنه العلوق معالجة العذرة ويجوز أن يكون العلاق وهو الاسم منه ، وفي كلام بعضهم أنه شيء كانوا يعلقونه على الصبيان كذا قال . [ ص: 420 ] الجوهري
والعذرة بضم العين وبالذال المعجمة وهي وجع في الحلق يهيج من الدم يقال في علاجها عذرته فهو معذور وقيل هي قرحة تخرج في الخرم الذي بين الأنف والحلق تعرض للصبيان غالبا عند طلوع العذرة وهي العذارى خمسة كواكب قيل في وسط المجرة .
وقال في آخرها وتعالج المرأة العذرة عادة بفتل خرقة تدخلها في أنف الصبي وتطعن ذلك الموضع فينفجر منه دم أسود وربما أقرحته وذلك الطعن يسمى دغرا وعذرا فمعنى { الجوهري } أنها تغمز حلق الولد بأصبعها فترفع ذلك الموضع وتكبسه . تدغرن أولادكن
قال الدغر أن ترفع لهاة المعذور وقال العذرة وجع الحلق من الدم وذلك الموضع أيضا عذرة وهو قريب من اللهاة وعذره الله من العذرة فعذر وعذر فهو معذور ، أي هاج به وجع الحلق من الدم قال الجوهري : الأخطل
غمز ابن مرة يا فرزدق كينها غمز الطبيب نقائع المعذور
أما نقع السعوط منها بالقسط المحدل فلأن العذرة مادتها دم يغلب عليه لكثرة تولده في أبدان الصبيان وفي القسط تجفيف يشد اللهاة ويرفعها إلى مكانها وقد يكون نفعه في هذا البداء بالخاصية ، وقد ينفع في الأدواء الحارة والأدوية الحارة بالذات تارة وبالعرض أخرى ، وذكر صاحب القانون في معالجة سقوط اللهاة القسط مع الشب اليماني وبزر المرو .
وروى أبو داود عن { ابن عباس } وسبق في الفصل قبل الفصل قبله منافع القسط ، وفي الصحيحين من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم استعط { أنس } أو قال { إن أفضل ما تداويتم به الحجامة والقسط } وفي لفظ في الصحيحين { من أفضل دوائكم } . إن أفضل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري ولا تعذبوا صبيانكم بالغمز