[ ص: 5 414 ] ثم دخلت سنة خمسين ومائة من الهجرة
فيها الكفرة يقال له : أستاذسيس . في بلاد خراسان ، فاستحوذ على أكثرها ، والتف معه نحو ثلاثمائة ألف ، وقتلوا من المسلمين هنالك خلقا كثيرا ، وهزموا الجيوش التي في تلك البلاد ، وسبوا خلقا ، واستحكم الفساد بسببهم ، وتفاقم أمرهم ، فوجه خرج رجل من المنصور خازم بن خزيمة إلى ابنه المهدي ليوليه حرب تلك البلاد ، ويضم إليه من الأجناد ما يقاوم أولئك ، فنهض المهدي في ذلك نهضة رجل هاشمي ، وجمع لخازم بن خزيمة الإمرة على تلك الجيوش ، وبعثه في نحو من أربعين ألفا ، فسار إليهم ، وما زال يراوغهم ويماكرهم ، ويعمل الخديعة حتى فاجأهم بالحرب ، وواجههم بالضرب ، فقتل منهم نحوا من سبعين ألفا ، وأسر أربعة عشر ألفا ، وهرب ملكهم أستاذسيس ، فتحرز في جبل ، فجاء خازم إلى تحت الجبل ، وقتل أولئك الأسارى كلهم; ضرب أعناقهم ، ولم يزل يحاصره حتى نزل على حكم بعض الأمراء ، فحكم أن يقيد بالحديد هو وأهل بيته ، وأن يعتق من معه من الأجناد; وكانوا ثلاثين ألفا ، ففعل خازم ذلك كله ، وأطلق لكل واحد ممن كان مع أستاذسيس ثوبين ، وكتب بما وقع من الفتح إلى المهدي ، فكتب المهدي بذلك إلى أبيه المنصور .
وفيها المدينة جعفر بن سليمان ، وولاها عزل الخليفة عن إمرة الحسن بن [ ص: 415 ] زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب . وفيها حج بالناس عبد الصمد بن علي عم الخليفة .
وتوفي فيها جعفر ابن أمير المؤمنين ودفن ليلا بمقابر أبي جعفر المنصور ، بني هاشم من بغداد . وفيها توفي أحد أئمة عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج أهل الحجاز ، ويقال : إنه أول من جمع السنن . وعثمان بن الأسود ، وعمر بن محمد بن زيد .