[ ص: 237 ] ثم دخلت سنة تسع عشرة ومائتين 
فيها ظهر محمد بن القاسم بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب  بالطالقان   من خراسان  يدعو إلى الرضا  من آل محمد ،   واجتمع عليه خلق كثير ، وقاتله قواد عبد الله بن طاهر  مرات متعددة ، ثم ظهروا عليه وهرب فأخذ ثم بعث به إلى عبد الله بن طاهر ،  فبعث به إلى المعتصم ،  فدخل عليه في المنتصف من ربيع الآخر من هذه السنة ، فأمر به فحبس في مكان ضيق طوله ثلاثة أذرع في ذراعين ، فمكث فيه ثلاثا ، ثم حول إلى أوسع منه وأجري عليه رزق من يخدمه ، فلم يزل محبوسا هنالك إلى ليلة عيد الفطر ، فاشتغل الناس بالعيد فدلي له حبل من كوة كان يأتيه الضوء منها فذهب فلم يدر كيف ذهب ، وإلى أين صار من الأرض . 
وفي يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى دخل إسحاق بن إبراهيم  إلى بغداد  راجعا من قتال الخرمية ،  ومعه الأسرى منهم ، وقد قتل في حربه هذا من الخرمية  مائة ألف مقاتل منهم ، ولله الحمد والمنة . 
وفيها بعث المعتصم  عجيفا في جيش كثيف لقتال الزط  الذين عاثوا في بلاد   [ ص: 238 ] البصرة  وقطعوا الطريق ونهبوا الغلات ، فمكث في قتالهم تسعة أشهر فقهرهم وقمع شرهم ، وأباد خضراءهم ، وكان القائم بأمرهم رجل يقال له محمد بن عثمان ،  ومعه آخر يقال له : سملق ،  وهو داهيتهم ، وشيطانهم ، فأراح الله المسلمين منهم ومن شره . 
				
						
						
