داود بن رشيد مؤذن وصفوان بن صالح أهل دمشق وعبد الملك بن حبيب الفقيه المالكي أحد المشاهير ، صاحب " التفسير " ، " والمسند " المشهور ، وعثمان بن أبي شيبة ومحمد بن مهران الرازي ، ومحمود بن غيلان ، . ووهب بن بقية
، أبو علي وأحمد بن عاصم الأنطاكي الواعظ الزاهد أحد [ ص: 358 ] العباد ، له كلام حسن في الزهد ومعاملات القلوب ، قال أبو عبد الرحمن السلمي : كان من طبقة الحارث المحاسبي وبشر الحافي ، وكان أبو سليمان الداراني يسميه جاسوس القلوب ; لحدة فراسته .
روى عن وطبقته ، وعنه أبي معاوية الضرير أحمد بن أبي الحواري ، ومحمود بن خالد ، وغيرهم . وأبو زرعة الدمشقي ،
روى عنه أحمد بن أبي الحواري ، عن مخلد بن الحسين ، عن قال : مررت هشام بن حسان وهو جالس وقت السحر ، فقلت : يا بالحسن البصري أبا سعيد ، مثلك يجلس في هذا الوقت ؟ ! قال : إني قد توضأت فأردتها أن تقوم فتصلي فأبت علي ، وأرادتني على أن تنام فأبيت عليها .
ومن مستجاد كلامه ; قوله : إذا أردت صلاح قلبك فاستعن عليه بحفظ لسانك . وقال : من الغنيمة الباردة أن تصلح ما بقي من عمرك فيغفر لك ما مضى منه ، وقال : يسير اليقين يخرج الشك كله من القلب ، ويسير الشك يخرج اليقين كله منه ، وقال : من كان بالله أعرف كان [ ص: 359 ] له أخوف . وقال : خير صاحب لك في دنياك الهم يقطعك عن الدنيا ، ويوصلك إلى الآخرة ، ومن شعره ، رحمه الله :
هممت ولم أعزم ولو كنت صادقا عزمت ولكن الفطان شديد ولو كان لي عقل وإيقان موقن
لما كنت عن قصد الطريق أحيد ولا كان في شك اليقين مطامعي
ولكن عن الأقدار كيف أحيد
داعيات الهوى تخف علينا وخلاف الهوى علينا ثقيل
فقد الصدق في الأماكن حتى وصفه اليوم ما عليه دليل
لا نرى خائفا فيلزمنا الخو ف ولا صادقا بما قد يقول
فبقينا مذبذبين حيارى نطلب الصدق ما إليه سبيل
هون عليك فكل الأمر ينقطع وخل عنك عنان الهم يندفع
فكل هم له من بعده فرج وكل كرب إذا ضاق يتسع
إن البلاء وإن طال الزمان به الموت يقطعه أو سوف ينقطع