، القاضي الإستراباذي الحسن بن حمويه بن الحسين
روى الكثير ، وحدث ، وكان له مجلس للإملاء ، وحكم ببلده مدة طويلة ، وكان من المتهجدين بالأسحار ، ويضرب به المثل في مروءته ووجاهته ، وقد مات فجأة على صدر جاريته عند إنزاله ، رحمه الله .
، أبو عبد الله الختلي عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله
سمع ابن أبي الدنيا وغيره ، وحدث عنه وخلق ، وكان ثقة ثبتا حافظا ، حدث من حفظه بخمسين ألف حديث . الدارقطني
بن حبيب بن عبد الله بن رغبان بن زيد بن تميم أبو محمد الكلبي عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام
الملقب بديك الجن ، الشاعر الماجن الشيعي ، ويقال : إنه من موالي بني تميم . وكانت له أشعار قوية خمارية وغير خمارية ، وقد استجاد أبو نواس من شعره في الخماريات .
[ ص: 189 ] ، أبو الحسن الوزير علي بن عيسى بن داود بن الجراح
وزر للمقتدر والقاهر ، ولد سنة خمس وأربعين ومائتين ، وسمع الكثير ، وعنه وغيره ، وكان ثقة ثبتا فاضلا عفيفا ، كثير التلاوة والصلاة والصيام ، يحب أهل العلم ويكثر مجالستهم ، وكان أصله من الفرس وكان من أكبر القائمين على الطبراني الحلاج
وقد روي عنه أنه قال : ملكت سبعمائة ألف دينار ، أنفقت منها في وجوه الخير ستمائة ألف وثمانين ألفا .
ولما دخل مكة حين نفي من بغداد طاف بالبيت وبالصفا والمروة ، وكان حر شديد ، فجاء المنزل ، فألقى نفسه كالميت ، وقال : أشتهي على الله شربة بثلج . فقال له بعض أصحابه : إن هذا مما لا يتهيأ هاهنا . فقال : أعرف ، ولكني استروحت إلى المنى . فلما كان في أثناء النهار جاءت سحابة فأمطرت ، ثم سقط برد شديد كثير ، فجمع له صاحبه ذاك من البرد شيئا كثيرا وخبأه له ، وكان الوزير صائما ، فلما أمسى جاء المسجد ، فأقبل إليه صاحبه بأنواع من الأشربة كلها بثلج ، فجعل يسقيه من حوله من الصوفية والمجاورين ولم يشرب هو شيئا من ذلك ، فلما رجع إلى المنزل ، جئته بشيء من ذلك الشراب كنا قد [ ص: 190 ] خبأناه له ، وأقسمت عليه ليشربنه ، فشربه بعد جهد ، وقال : كنت أشتهي لو كنت تمنيت المغفرة . رحمه الله وغفر له .
ومن شعر الوزير أبي الحسن علي بن عيسى قوله :
فمن كان عني سائلا بشماتة لما نابني أو شامتا غير سائل فقد أبرزت مني الخطوب ابن حرة
صبورا على أهوال تلك الزلازل
ولعلي بن عيسى الوزير أخبار كثيرة صالحة . وكانت وفاته في هذه السنة عن تسعين سنة ، ويقال : في التي قبلها ، والله أعلم .
محمد بن إسماعيل بن إسحاق بن بحر ، أبو عبد الله الفارسي
الفقيه الشافعي ، كان ثقة ثبتا فاضلا ، سمع أبا زرعة الدمشقي وغيره ، وعنه وغيره ، وآخر من حدث عنه الدارقطني أبو عمر بن مهدي . وكانت وفاته في شوال من هذه السنة .
بن عمرو بن جابر هارون بن محمد بن هارون بن علي بن موسى بن [ ص: 192 ] يزيد بن جابر بن عامر بن أسيد بن تيم بن صبح بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة أبو جعفر ، والد . القاضي أبي عبد الله الحسين بن هارون
كان أسلافه ملوك عمان في قديم الزمان ، ويزيد بن جابر أدركه الإسلام ، فأسلم وحسن إسلامه ، وكان هارون هذا أول من انتقل من أهله من عمان فنزل بغداد وحدث بها وروى عنه ابنه ، وكان فاضلا متضلعا من كل فن ، وكانت داره مجمع العلماء في سائر الفنون ، ونفقاته دارة عليهم ، وكانت له منزلة عالية ، ومهابة وافرة ببغداد ، وقد أثنى عليه ثناء كثيرا ، وقال : كان مبرزا في النحو واللغة والشعر ومعاني القرآن والكلام . الدارقطني
قال : وفيها توفي ابن الأثير أبو بكر محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس بن صول الصولي ، وكان عالما بفنون الآداب والأخبار . وإنما ذكره في التي بعدها ، كما سيأتي . ابن الجوزي
أبو العباس بن القاص أحمد بن أبي أحمد الطبري الفقيه الشافعي ، [ ص: 193 ] تلميذ ابن سريج ، له كتاب " التلخيص " ، وكتاب " المفتاح " وهو مختصر ، شرحه أبو عبد الله الختن وأبو علي السنجي أيضا ، وكان أبوه يقص على الناس الأخبار والآثار ، وأما هو فتولى قضاء طرسوس وكان يعظ الناس أيضا ، فحصل له خشوع ، فسقط مغشيا عليه ، فمات في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة . وقيل : سنة ست وثلاثين . والله أعلم .