الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي في هذه السنة من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      سبكتكين الحاجب التركي ، مولى المعز الديلمي وحاجبه

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد ترقى في المراتب حتى آل به الحال إلى أن قلده الطائع الإمارة وخلع عليه ، وأعطاه اللواء ، ولقبه بنور الدولة ، وكانت مدة دولته في هذا المقام شهرين وثلاثة عشر يوما ، ودفن ببغداد ، وداره هي دار الملك ببغداد ، وهي دار عظيمة جدا ، وقد اتفق له [ ص: 362 ] أنه سقط يوما عن فرسه فانكسر ضلعه ، فداواه الطبيب حتى استقام ظهره وقدر على الصلاة ، إلا أنه لم يستطع الركوع ، فأعطاه شيئا كثيرا من الأموال ، وكان يقول للطبيب : إذا ذكرت مرضي ومداواتك لي لا أقدر على مكافأتك ، ولكن إذا تذكرت وضعك قدميك على ظهري اشتد غيظي منك .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وكانت وفاته ليلة الثلاثاء لسبع بقين من المحرم ، وقد ترك من الأموال شيئا كثيرا جدا ، من ذلك ألف ألف دينار وعشرة آلاف ألف درهم ، وصندوقان من جوهر ، وخمسة عشر صندوقا من البلور ، وخمسة وأربعون صندوقا من آنية الذهب ، ومائة وثلاثون مركبا من ذهب ، منها خمسون وزن كل واحد ألف دينار ، وستمائة مركب فضة ، وأربعة آلاف ثوب ديباجا ، وعشرة آلاف دبيقي وعتابي ، وثلاثمائة عدل معكومة من الفرش ، وثلاثة آلاف فرس وبغل ، وألف جمل ، وثلاثمائة غلام وأربعون خادما ، وذلك غير ما أودع عند أبي بكر البزار صاحبه ، والله تعالى أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية