[ ص: 697 ] ثم دخلت سنة سبع وثلاثين وأربعمائة
فيها بعث السلطان طغرلبك السلجوقي أخاه إبراهيم ينال إلى بلاد الجبل ، فملكها وأخرج منها صاحبها كرشاسف بن علاء الدولة ، فالتحق بالأكراد ، ثم سار إبراهيم ينال إلى الدينور فملكها ، وأخرج منها صاحبها وهو أبو الشوك ، فسار إلى حلوان فتبعه إبراهيم ، فملكها قهرا ، وأحرق داره ، وغنم أمواله ، فعند ذلك تجهز الملك أبو كاليجار صاحب بغداد لقتال السلاجقة الذين غزوا أنصاره ، فلم يمكنه ذلك لقلة الظهر ، وذلك أن الآفة اعترت في هذه السنة الخيل ، فمات له فيها نحو من اثني عشر ألف فرس ، بحيث جافت بغداد من نتن الخيل .
وفيها وقع ببغداد بين الروافض والسنة ، ثم اتفق الفريقان على نهب دور اليهود ، وإحراق الكنيسة العتيقة التي لهم ، واتفق في هذه السنة موت رجل من أكابر النصارى بواسط ، فجلس أهله لعزائه على باب مسجد هناك ، وأخرجوا جنازته جهرة ، ومعها طائفة من الأتراك يحرسونها ، فحملت عليهم العامة ، فأخذوا الميت منهم ، واستخرجوه من أكفانه فأحرقوه ، ورموه في دجلة ، ومضوا إلى الدير فنهبوه ، وعجز الأتراك عن دفعهم . ولم يحج أهل العراق في هذا العام .