[ ص: 702 ] ثم دخلت سنة تسع وثلاثين وأربعمائة 
فيها اصطلح الملك  طغرلبك السلجوقي   وأبو كاليجار  صاحب بغداد   وتزوج طغرلبك  بابنة  أبي كاليجار  ، وتزوج أبو منصور بن كاليجار  بابنة الملك داود  أخي طغرلبك    . 
وفيها أسرت الأكراد  سرخاب  أخا أبي الشوك  ، وأحضروه بين يدي إبراهيم ينال  ، فأمر بقلع إحدى عينيه . 
وفيها استولى أبو كاليجار  على بلاد البطيحة  ، ونجا صاحبها أبو نصر  بنفسه . 
وفيها ظهر رجل يقال له : الأصفر التغلبي   ، وادعى أنه من المذكورين في الكتب ، فاستغوى خلقا من الناس ، وقصد بلاد الروم  ، فغنم منها أموالا ، فقوي بها ، وعظم أمره ، واتفق أنه أسر وحمل إلى  نصر الدولة بن مروان  صاحب ديار بكر  فاعتقله ، وسد عليه باب السجن . 
وفيها كان وباء شديد بالعراق  والجزيرة وبغداد  فمات خلق كثير ، حتى خلت الأسواق ، وغلت الأشياء التي يحتاج إليها المرضى ، وورد كتاب من الموصل  بأنه لا يصلي الجمعة من أهلها إلا نحو أربعمائة ، وأن أهل الذمة لم يبق منهم إلا نحو مائة وعشرين نفسا . 
 [ ص: 703 ] وفيها وقع غلاء شديد أيضا ، وجرت فتنة بين السنة والروافض  ببغداد  ، قتل فيها خلق كثير . ولم يحج أحد من ركب العراق  في هذا العام . فلا قوة إلا بالله . 
				
						
						
