[ ص: 765 ] ثم دخلت
استهلت وبغداد في قبضة البساسيري ، ويخطب فيها سنة إحدى وخمسين وأربعمائة ، والقائم قاعد بحديثة عانة ، ثم لما كان يوم الاثنين ثاني عشر صفر أحضر للمستنصر الفاطمي البساسيري وجماعة من الوجوه والأعيان من العلويين ، وأخذ عليهم البيعة قاضي القضاة أبا عبد الله الدامغاني ، ثم دخل دار الخلافة وهؤلاء المذكورون معه ، وأمر بنقض تاج دار الخلافة ، فنقضت بعض الشراريف ، ثم قيل له : إن القبح في هذا أكثر من المصلحة ، فتركه ، ثم ركب إلى زيارة المشهد للمستنصر الفاطمي بالكوفة ، وعزم على حفر نهر يساق إلى الحائر لوفاء نذر كان عليه ، وأمر بأن تنقل جثة ابن مسلمة إلى ما يقارب الحريم الطاهري ، وأن تنصب على دجلة ، وكتبت إليه أم الخليفة - وكانت عجوزا كبيرة قد بلغت التسعين ، وهي مختفية في مكان - إلى البساسيري تشكو إليه الحاجة والفقر وضيق الحال ، [ ص: 766 ] فأرسل إليها ونقلها إلى الحريم ، وأخدمها جاريتين ، ورتب لها كل يوم اثني عشر رطلا من خبز ، وأربعة أرطال لحما ، ولا يفي هذا قيراطا مما فعله بولدها وبأهل السنة .