[ ص: 345 ] ثم دخلت سنة ثنتين وأربعين وخمسمائة
فيها ملكت الفرنج عدة حصون من جزيرة الأندلس ، وفيها ملك نور الدين بن محمود زنكي عدة حصون من أيدي الفرنج بالسواحل وغيرها ، وفيها خطب للمستنجد بالله بولاية العهد من بعد أبيه المقتفي ، وفيها ولي عون الدين يحيى بن هبيرة كتابة ديوان الزمام ، وولي زعيم الدين يحيى بن جعفر صدرية المخزن المعمور ، وفيها اشتد الغلاء بإفريقية فهلك بسببه أكثر الناس حتى خلت المنازل وأقفرت المعاقل .
وفيها تزوج سيف الدين غازي بنت صاحب ماردين حسام الدين تمرتاش بن أرتق بعد أن حاصره فصالحه على ذلك ، فحملت إليه إلى الموصل بعد سنتين ، وهو مريض قد أشرف على الموت ، فلم يدخل بها حتى مات ، فولي بعده أخوه قطب بن مودود فتزوجها .
قال : وفي صفر رأى رجل في المنام قائلا يقول له : من زار قبر ابن الجوزي غفر له ، قال : فلم يبق خاص ولا عام إلا زاره ، قال أحمد بن حنبل : وعقدت يومئذ مجلسا فاجتمع فيه ألوف من الناس . ابن الجوزي