ذكر خيل الجنة 
 قال الترمذي    : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن ،  حدثنا عاصم بن علي ،  حدثنا المسعودي ،  عن علقمة بن مرثد ،  عن  سليمان بن بريدة ،  عن أبيه ، أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، هل في الجنة من خيل ؟ فقال : " إن الله أدخلك الجنة فلا تشاء أن تحمل فيها على فرس من ياقوتة حمراء يطير بك في الجنة حيث شئت " . قال : وسأله رجل فقال : يا رسول الله ، هل في الجنة من إبل ؟ قال : فلم يقل له مثل ما قال لصاحبه ، قال : " إن يدخلك الله الجنة ، يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ، ولذت عينك " . ثم رواه عن سويد  ، عن ابن   [ ص: 398 ] المبارك ،  عن سفيان ،  عن علقمة ،  عن عبد الرحمن بن سابط ،  مرسلا ، قال ؟ وهذا أصح . 
وقد روى أبو نعيم  في " صفة الجنة " من طريق علقمة بن مرثد ،  عن يحيى بن إسحاق ،  عن  عطاء بن يسار ،  عن  أبي هريرة ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " والفردوس أعلاها سموا ، وأوسعها محلا ، وفيها تفجر أنهار الجنة ، وعليها يوضع العرش يوم القيامة " . فقام إليه رجل ، فقال : يا رسول الله ، إني حبب إلي الخيل ، فهل في الجنة خيل ؟ قال : " إي والذي نفسي بيده ، إن في الجنة لخيلا ، وإبلا هفافة ، تزف بين خلال ورق الجنة ، يتزاورون عليها حيث شاءوا   " . 
وقال الترمذي    : حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي ،  حدثنا أبو معاوية ،  عن واصل بن السائب ،  عن أبي سورة ،  عن أبي أيوب  قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي ، فقال : يا رسول الله ، إني أحب الخيل ، أفي الجنة خيل ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أدخلت الجنة أتيت بفرس من ياقوتة له جناحان ، فحملت عليه ، ثم طار بك حيث شئت   " . ثم ضعف الترمذي  هذا الإسناد من جهة أبي سورة  ابن أخي أبي أيوب ،  فإنه قد ضعفه غير واحد ، واستنكر  البخاري  حديثه هذا . والله أعلم . 
 [ ص: 399 ] وقال القرطبي    : وذكر ابن وهب    : حدثنا ابن زيد ،  قال  الحسن البصري    : يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أن أدنى أهل الجنة منزلة الذي يركب في ألف ألف من خدمه من الولدان المخلدين ، على خيل من ياقوت أحمر ، لها أجنحة من ذهب " ثم قرأ وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا    [ الإنسان : 20 ] . قلت : فيه انقطاع بين عبد الرحمن بن زيد    - وهو ضعيف - وبين الحسن ،  ثم هو مرسل . 
وروى أبو نعيم  ، عن أبي أيوب  مرفوعا : " إن أهل الجنة ليتزاورون على نجائب بيض كأنها الياقوت ، وليس في الجنة من البهائم إلا الخيل والإبل   " . 
وقال  عبد الله بن المبارك    : حدثنا همام ،  عن قتادة ،  عن أبي أيوب ،  عن عبد الله بن عمرو  قال : في الجنة عتاق الخيل وكرام النجائب ، يركبها أهلها   . وهذه الصيغة لا تدل على حصر ، كما دل عليه رواية أبي نعيم  في حديث أبي أيوب ،  ثم هو معارض بما رواه ابن ماجه  في " سننه " عن ابن عمر ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الشاة من دواب الجنة   " . وهذا منكر أيضا . 
 [ ص: 400 ] وفي " مسند البزار    " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أحسنوا إلى المعزى وأميطوا عنها الأذى ، فإنها من دواب الجنة   " . 
وقال  أبو الشيخ الأصبهاني    : حدثنا القاسم بن زكريا ،  حدثنا  سويد بن سعيد ،  حدثنا مروان بن معاوية ،  عن الحكم بن أبي خالد ،  عن  الحسن البصري ،  عن  جابر بن عبد الله ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا دخل أهل الجنة الجنة جاءتهم خيول من ياقوت أحمر ، لها أجنحة ، لا تبول ولا تروث ، فقعدوا عليها ، ثم طارت بهم في الجنة إلى حيث شاء الله من سلطانه ، فيتجلى لهم الجبار تعالى ، فإذا رأوه خروا له سجدا ، فيقول لهم الجبار تعالى : ارفعوا رءوسكم ، فإن هذا ليس بيوم عمل ، إنما هو يوم نعيم وكرامة . فيرفعون رءوسهم ، فيمطر الله عليهم طيبا ، فيمرون بكثبان المسك ، فيبعث الله ، عز وجل ، على تلك الكثبان ريحا ، فتهيجها عليهم حتى إنهم ليرجعون إلى أهليهم ، وإنهم لشعث غبر   " . 
وقال ابن أبي الدنيا    : حدثني الفضل بن جعفر ،  حدثنا جعفر بن جسر ،   [ ص: 401 ] حدثنا أبي ، عن الحسن بن علي ،  عن علي  قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن في الجنة لشجرة يخرج من أعلاها حلل ، ومن أسفلها خيل من ذهب مسرجة ملجمة من در وياقوت ، لا تروث ، ولا تبول ، لها أجنحة ، خطوها مد بصرها ، فيركبها أهل الجنة ، فتطير بهم حيث شاءوا ، فيقول الذين أسفل منهم درجة : يا رب ، بم بلغ عبادك هذه الكرامة كلها ؟ فيقال لهم : كانوا يصلون الليل وكنتم تنامون ، وكانوا يصومون وكنتم تأكلون ، وكانوا ينفقون وكنتم تبخلون ، وكانوا يقاتلون وكنتم تجبنون   " . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					