ذكر ما وقع في هذه السنة أعني سنة ثلاث عشرة من الحوادث إجمالا ، . ومن توفي فيها من الأعيان
كانت فيها وقائع تقدم تفصيلها ببلاد العراق على يدي خالد بن الوليد ، رضي الله عنه ; فتحت فيها الحيرة والأنبار وغيرهما من الأمصار ، وفيها سار خالد بن الوليد من العراق إلى الشام ، على المشهور .
وفيها كانت وقعة اليرموك في قول سيف بن عمر واختيار ابن جرير ، ، وقتل بها من قتل من الأعيان ممن يطول ذكرهم وتراجمهم ، رضي الله عنهم أجمعين . وفيها توفي أبو بكر الصديق ، رضي الله عنه ، وقد أفردنا سيرته في مجلد ، ولله الحمد .
[ ص: 602 ] وفيها ولي عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة منها ، فولى قضاء المدينة علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، واستناب على الشام أبا عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري ، وعزل عنها ، وأبقاه على شورى الحرب . وفيها فتحت خالد بن الوليد المخزومي بصرى صلحا ، وهي الشام . أول مدينة فتحت من
وفيها فتحت دمشق في قول سيف وغيره ، كما قدمنا . واستنيب فيها يزيد بن أبي سفيان ، فهو أول من وليها من أمراء المسلمين ، رضي الله عنهم .
وفيها كانت الغور وقتل بها جماعة من الصحابة وغيرهم . وقعة فحل من أرض
وفيها كانت جسر أبي عبيد ، فقتل فيها أربعة آلاف من المسلمين ; منهم أميرهم وقعة أبو عبيد بن مسعود الثقفي ، وهو والد صفية امرأة عبد الله بن عمر ، وكانت امرأة صالحة ، رحمهما الله ، ووالد المختار بن أبي عبيد كذاب ثقيف ، وقد كان نائبا على العراق في بعض وقعات العراق كما سيأتي .
وفيها توفي المثنى بن حارثة في قول ابن إسحاق ، وقد كان نائبا على العراق ; استخلفه خالد بن الوليد حين سار إلى الشام ، وقد شهد مواقف مشهورة ، وله أيام مذكورة ، ولا سيما البويب بعد يوم جسر أبي عبيد ، قتل فيه من الفرس وغرق بالفرات قريب من مائة ألف ، والذي عليه الجمهور أنه بقي إلى سنة أربع عشرة ، كما سيأتي بيانه .
[ ص: 603 ] وفيها حج بالناس عمر بن الخطاب في قول بعضهم ، وقيل : بل حج عبد الرحمن بن عوف . وفيها استنفر عمر قبائل العرب لغزو العراق والشام ، فأقبلوا من كل النواحي ، فرمى بهم الشام والعراق .
وفيها كانت أجنادين في قول وقعة ابن إسحاق يوم السبت لثلاث بقين من جمادى الأولى منها ، وكذا عند الواقدي ، فيما بين الرملة وبيت جبرين ، وعلى الروم القيقلان ، وأمير المسلمين عمرو بن العاص ، وهو في عشرين ألفا في قول ، فقتل القيقلان وانهزمت الروم ، وقتل منهم خلق كثير ، واستشهد من المسلمين أيضا جماعة ; منهم هشام بن العاص ، والفضل بن العباس وأخواه وأبان بن سعيد خالد وعمرو ، ونعيم بن عبد الله بن النحام ، والطفيل بن عمرو الدوسيان وعبد الله بن عمرو ، وضرار بن الأزور ، ، وعمه وعكرمة بن أبي جهل سلمة بن هشام ، وهبار بن سفيان ، وصخر بن نصر ، وتميم وسعيد ابنا ، رضي الله عنهم . الحارث بن قيس
وقال محمد بن سعد : قتل يومئذ طليب بن عمير وأمه عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وممن قتل يومئذ أروى بنت عبد المطلب عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب ، وكان عمره يومئذ ثلاثين سنة ، فيما ذكره الواقدي ، قال : ولم يكن [ ص: 604 ] له رواية . وكان ممن صبر يوم حنين . قال ابن جرير : وقتل يومئذ ، عثمان بن طلحة بن أبي طلحة والحارث بن أوس بن عتيك ، رضي الله عنهم .
وفيها كانت مرج الصفر في قول وقعة خليفة بن خياط ، وذلك لثنتي عشرة بقيت من جمادى الأولى ، وأمير الناس ، فقتل يومئذ ، وقيل : إنما قتل أخوه خالد بن سعيد بن العاص عمرو . وقيل : ابنه . فالله أعلم .
قال ابن إسحاق وكان أمير الروم قلقط ، فقتل من الروم مقتلة عظيمة حتى جرت طاحون هناك من دمائهم . والصحيح أن وقعة مرج الصفر في أول سنة أربع عشرة كما سيأتي .