الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فصل فيما كان من الحوادث في هذه السنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فيها أمر الصديق زيد بن ثابت أن يجمع القرآن من اللخاف والعسب وصدور الرجال ، وذلك بعد ما استحر القتل في القراء يوم اليمامة كما ثبت به الحديث في " صحيح البخاري " .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها تزوج علي بن أبي طالب بأمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي من أبي العاص بن الربيع بن عبد شمس الأموي ، وقد توفي أبوها في هذا العام ، وهذه هي التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحملها في الصلاة فيضعها إذا سجد ويرفعها إذا قام .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها تزوج عمر بن الخطاب عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل ، وهي ابنة عمه ، وكان لها محبا وبها معجبا ، وكان لا يمنعها من الخروج إلى الصلاة ، ويكره خروجها ، فجلس لها ذات ليلة في الطريق في ظلمة ، فلما مرت ضرب بيده على عجزها ، فرجعت إلى منزلها ولم تخرج بعد ذلك ، وقد كانت قبله تحت أخيه [ ص: 537 ] زيد بن الخطاب فيما قيل ، فقتل عنها ، وكانت قبل زيد تحت عبد الله بن أبي بكر فقتل عنها ، ولما مات عمر تزوجها بعده الزبير ، فلما قتل خطبها علي بن أبي طالب فقالت : إني أرغب بك عن الموت . وامتنعت من التزويج حتى ماتت .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها اشترى عمر مولاه أسلم ، ثم صار منه أن كان أحد سادات التابعين ، وابنه زيد بن أسلم أحد الثقات الرفعاء .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها حج بالناس أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، واستخلف على المدينة عثمان بن عفان . رواه ابن إسحاق عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة ، عن رجل من بني سهم ، عن أبي ماجدة ، قال : حج بنا أبو بكر في خلافته سنة ثنتي عشرة . فذكر حديثا في القصاص من قطع الأذن ، وأن عمر حكم في ذلك بأمر الصديق .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ابن إسحاق : وقال بعض الناس : لم يحج أبو بكر في خلافته ، وإنه بعث على الموسم سنة ثنتي عشرة عمر بن الخطاب ، أو عبد الرحمن بن عوف .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية