[ ص: 648 ] ثم دخلت . سنة خمس عشرة
قال ابن جرير : قال بعضهم : فيها سعد بن أبي وقاص الكوفة ، دلهم عليها مصر ابن بقيلة ، قال لسعد : أدلك على أرض ارتفعت عن البق ، وانحدرت عن الفلاة ؟ فدلهم على موضع الكوفة اليوم . قال : وفيها كانت الروم ; وذلك لما انصرف وقعة مرج أبو عبيدة وخالد من وقعة فحل قاصدين إلى حمص ، حسب ما أمر به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، كما تقدم في رواية سيف بن عمر ، فسارا حتى نزلا على ذي الكلاع ، فبعث هرقل بطريقا يقال له : توذرا . في جيش معه . فنزل بمرج دمشق وغربيها ، وقد هجم الشتاء ، فبدأ أبو عبيدة بمرج الروم ، وجاء أمير آخر من الروم يقال له : شنس . وعسكر معه كثيف ، فنازله أبو عبيدة فاشتغلوا به عن توذرا ، فسار توذرا نحو دمشق لينازلها وينتزعها من يد يزيد بن أبي سفيان ، فأتبعه خالد بن الوليد ، وبرز إليه يزيد بن أبي سفيان من دمشق ، فاقتتلوا ، وجاء خالد وهم في المعركة فجعل يقتلهم من ورائهم ، ويزيد يقصل فيهم من أمامهم ، حتى أناموهم ولم يفلت منهم إلا الشارد ، وقتل خالد توذرا ، وأخذوا من الروم أموالا عظيمة فاقتسماها ، ورجع يزيد إلى دمشق وانصرف خالد إلى أبي عبيدة ، فوجده قد واقع شنس بمرج الروم ، فقتلهم فيه مقتلة عظيمة حتى أنتنت الأرض من زهمهم ، وقتل أبو عبيدة شنس ، وركبوا أكتافهم إلى حمص ، فنزل عليها يحاصرها .