( هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ) قال الحسن وقتادة وابن جريج والربيع : الإشارة إلى القرآن . وقيل : الإشارة إلى قوله : " قد خلت من قبلكم سنن " . قاله ، ابن إسحاق ، وجماعة . أي هذا تفسير للناس إن قبلوه . وقال والطبري : هذا بيان للناس من العمى . وقال الشعبي : هذا بيان للناس ، إيضاح لسوء عاقبة ما هم عليه من التكذيب . يعني حثهم على النظر في سوء عواقب المكذبين قبلهم ، والاعتبار بما يعاينون من آثار هلاكهم . " الزمخشري وهدى وموعظة للمتقين " يعني : أنه مع كونه بيانا وتنبيها للمكذبين فهو زيادة وتثبيت وموعظة للذين اتقوا من المؤمنين . ويجوز أن يكون قد خلت جملة معترضة للبعث على الإيمان ، وما يستحق به ما ذكر من أجر العاملين . ويكون قوله : " هذا بيان " إشارة إلى ما لخص وبين من أمر المتقين والتائبين والمصرين . انتهى كلامه . وهو حسن . ولما كان ظاهرا واضحا قال : بيان للناس . ولما كانت الموعظة والهدى لا يكونان إلا لمن اتقى خص بذلك المتقين ؛ لأن من عمى فكره وقسا فؤاده لا يهتدي ولا يتعظ ، فلا يناسب أن يضاف إليه الهدى والموعظة .