فلا تحرمني نائلا عن جنابة فإني امرؤ وسط القباب غريب
وهو من الاجتناب ، وهو أن يترك الرجل جانبا . وقال تعالى : ( واجنبني ) أي بعدني ، وهو وصف على فعل كناقة سرح .
المختال : المتكبر ، وهو اسم فاعل من اختال ، وألفه منقلبة عن ياء ؛ لقولهم : الخيلاء والمخيلة . ويقال : خال الرجل يخول خولا إذا تكبر وأعجب بنفسه ، فتكون هذه مادة أخرى ، لأن تلك مركبة من خيل ( خ ي ل ) ، وهذه مادة من ( خ و ل ) . الفخور : فعول من فخر ، والفخر عد المناقب على سبيل الشغوف والتطاول .
القرين : فعيل بمعنى مفاعل ، من قارنه إذا لازمه وخالطه ، ومنه سميت الزوجة قرينة . ومنه قيل لما يلزمن الإبل والبقر : قرينان ، وللحبل الذي يشدان به قرن ، قال الشاعر :
وابن اللبون إذا ما لز في قرن لم يستطع صولة البزل القناعيس
وقال :
كمدخل رأسه لم يدنه أحد من القرينين حتى لزه القرن
وقد اختلف السلف في تفسير قوله : بالباطل . فقال ابن عباس والحسن : هو أن يأكله بغير عوض . وعلى هذا التفسير قال : هي منسوخة ، إذ يجوز أكل المال بغير عوض إذا كان هبة أو صدقة أو تمليكا أو وارثا ، أو نحو ذلك مما أباحت الشريعة أخذه بغير عوض . وقال ابن عباس : هو أن يأكل بالربا والقمار والبخس والظلم ، وغير ذلك مما لم يبح الله [ ص: 231 ] تعالى أكل المال به . وعلى هذا تكون الآية محكمة وهو قول السدي والجمهور . وقال بعضهم : الآية مجملة ، لأن معنى قوله : بالباطل ، بطريق غير مشروع . ولما لم تكن هذه الطريق المشروعة مذكورة هنا على التفصيل ، صارت الآية مجملة . وإضافة الأموال إلى المخاطبين معناه : أموال بعضكم . كما قال تعالى : ( ابن مسعود فمن ما ملكت أيمانكم ) وقوله : ( ولا تقتلوا أنفسكم ) وقيل : يشمل قوله ( أموالكم ) مال الغير ومال نفسه . فنهى أن يأكل مال غيره إلا بطريق مشروع ، ونهى أن يأكل مال نفسه بالباطل ، وهو : إنفاقه في معاصي الله تعالى . وعبر هنا عن أخذ المال بالأكل ، لأن الأكل من أغلب مقاصده وألزمها .