( ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم     ) . قيل : المراد أسلافهم ، ودخل فيها المعاصرون بالمعنى . والغرض الإخبار عن أولئك الذين أطفأ الله نيرانهم وأذلهم بمعاصيهم ، والذي يظهر أنهم معاصرو الرسول   [ ص: 527 ] صلى الله عليه وسلم ، وفي ذلك ترغيب لهم في الدخول في الإسلام . وذكر شيئين وهما : الإيمان ، والتقوى . ورتب عليهم شيئين : قابل الإيمان بتكفير السيئات إذ الإسلام يجب ما قبله ، وترتب على التقوى وهي امتثال الأوامر واجتناب المناهي دخول جنة النعيم ، وإضافة الجنة إلى النعيم تنبيها على ما كانوا يستحقونه من العذاب لو لم يؤمنوا ويتقوا . وقيل : واتقوا ; أي : الكفر بمحمد  ، صلى الله عليه وسلم ، وب عيسى  ، عليه السلام . وقيل : المعاصي التي لعنوا بسببها . وقيل : الشرك . قال  الزمخشري    : ولو أنهم آمنوا بمحمد  ، صلى الله عليه وسلم ، وبما جاء به ، وقرنوا إيمانهم بالتقوى التي هي الشريطة في الفوز بالإيمان ، لكفرنا عنهم تلك السيئات ، فلم نؤاخذهم بها ، ولأدخلناهم مع المسلمين الجنة . وفيه إعلام بعظم معاصي اليهود  والنصارى  وكثرة سيئاتهم ، ودلالة على سعة رحمة الله تعالى وفتحه باب التوبة على كل عاص وإن عظمت معاصيه وبلغت مبالغ سيئات اليهود  والنصارى  ، وأن الإيمان لا ينجي ولا يسعد إلا مشفوعا بالتقوى ; كما قال الحسن    : هذا العمود فأين الأطناب . انتهى كلامه ; وفيه من الاعتزال . وقرنوا إيمانهم بالتقوى التي هي الشريطة في الفوز بالإيمان ، وقوله : وأن الإيمان لا ينجي ولا يسعد إلا مشفوعا بالتقوى . 
				
						
						
