قال تعالى : ( قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط وإلى مدين أخاهم شعيبا ( 84 ) ) .
[ ص: 40 ] قوله تعالى : ( أخاهم ) مفعول فعل محذوف ; أي وأرسلنا إلى مدين . و ( شعيبا ) : بدل .
و ( تنقصوا ) : يتعدى إلى المفعول بنفسه ، وإلى آخر تارة بنفسه وتارة بحرف جر ; تقول : نقصت زيدا حقه ; ومن حقه ; وهو هاهنا كذلك ; أي لا تنقصوا الناس من المكيال .
ويجوز أن يكون هنا متعديا إلى واحد على المعنى ; أي لا تقللوا وتطففوا .
و ( محيط ) : نعت ليوم في اللفظ ، وللعذاب في المعنى .
وذهب قوم إلى أن التقدير : عذاب يوم محيط عذابه ; وهو بعيد ; لأن محيطا قد جرى على غير من هو له ؛ فيجب إبراز فاعله مضافا إلى ضمير الموصوف .
قال تعالى : ( أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا ( 87 ) ) .
قوله تعالى : ( أو أن نفعل ) : في موضع نصب عطفا على " ما يعبد " والتقدير : أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا ، أو أن نترك أن نفعل ، وليس بمعطوف على أن نترك ; إذ ليس المعنى : أصلواتك تأمرك أن نفعل في أموالنا .
قال تعالى : ( أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح ( 89 ) ) .
قوله تعالى : ( لا يجرمنكم ) : يقرأ بفتح الياء وضمها ، وقد ذكر في المائدة ، وفاعله " شقاقي " و " أن يصيبكم " : مفعوله الثاني .
قال تعالى : ( واتخذتموه وراءكم ظهريا إن ربي بما تعملون محيط قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله ( 92 ) ) .
قوله تعالى : ( واتخذتموه ) : هي المتعدية إلى مفعولين ، و " ظهريا " المفعول الثاني .
و ( وراءكم ) : يجوز أن يكون ظرفا لاتخذتم ، وأن يكون حالا من ظهريا .
قال تعالى : ( إني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا إني معكم رقيب ويا قوم اعملوا على مكانتكم ( 93 ) ) .
قوله تعالى : ( فسوف تعلمون من يأتيه ) : هو مثل الذي في قصة نوح عليه السلام . [ ص: 41 ] قوله تعالى : ( كما بعدت ) : يقرأ بكسر العين ، ومستقبله يبعد ، والمصدر بعدا بفتح العين فيهما ; أي هلك . ويقرأ بضم العين ، ومصدره البعد ; وهو من البعد في المكان .
قال تعالى : ( وبئس الورد المورود يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار ( 98 ) ) .
قوله تعالى : ( يقدم قومه ) : هو مستأنف لا موضع له .
( فأوردهم ) تقديره : فيوردهم . وفاعل ( بئس ) : ( الورد ) . والمورود نعت له ، والمخصوص بالذم محذوف ، تقديره : بئس الورد النار .
ويجوز أن يكون المورود هو المخصوص بالذم .
قال تعالى : ( منها قائم وحصيد ذلك من أنباء القرى نقصه عليك ( 100 ) ) .
قوله تعالى : ( ذلك من أنباء القرى ) : ابتداء ، وخبر . و ( نقصه ) حال ; ويجوز أن يكون " ذلك " مفعولا به ، والناصب له محذوف ; أي ونقص ذلك من أنباء القرى وفيه أوجه أخر قد ذكرت في قوله تعالى : ( ذلك من أنباء الغيب ) في آل عمران .
( منها قائم ) : مبتدأ وخبر في موضع الحال من الحال من الهاء في نقصه .
و ( حصيد ) : مبتدأ خبره محذوف ; أي ومنها حصيد ، وهو بمعنى محصود .
قال تعالى : ( إن أخذه أليم شديد وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ( 102 ) ) .
قوله تعالى : ( إذا أخذ ) : ظرف ، والعامل فيه " أخذ ربك " .
قال تعالى : ( ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ( 103 ) ) .
قوله تعالى : ( ذلك ) مبتدأ . و " يوم " خبره ، و " مجموع " : صفة يوم .
و ( الناس ) مرفوع بمجموع .