قال تعالى : ( كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة ( 24 ) ) .
قوله تعالى : ( كلمة ) : بدل من " مثلا " . ( كشجرة ) : نعت لها . ويقرأ شاذا : " كلمة " بالرفع ، وكشجرة خبره .
و ( تؤتي أكلها ) : نعت للشجرة ; ويجوز أن يكون حالا من معنى الجملة الثانية ; أي ترتفع مؤتية أكلها .
قال تعالى : ( اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة ( 26 ) ) .
قوله تعالى : ( ما لها من قرار ) : الجملة صفة لشجرة . ويجوز أن تكون حالا من الضمير في " اجتثت " .
قال تعالى : ( ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ( 27 ) ) .
قوله تعالى : ( في الحياة الدنيا ) : يتعلق بيثبت . ويجوز أن يتعلق بالثابت .
قال تعالى : ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار ( 28 ) ) .
قوله تعالى : ( كفرا ) : مفعول ثان لبدل .
و ( جهنم ) : بدل من دار البوار . ويجوز أن ينتصب بفعل محذوف ; أي يصلون جهنم ، أو يدخلون جهنم .
و ( يصلونها ) : تفسير له . فعلى هذا ليس ليصلونها موضع . وعلى الأول يجوز أن يكون موضعه حالا من جهنم ، أو من الدار ، أو من قومهم .
قال تعالى : ( وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة ( 31 ) ) قوله تعالى : ( يقيموا الصلاة ) : فيه ثلاثة أوجه ; أحدها : هو جواب " قل " وفي الكلام حذف ; تقديره : قل لهم أقيموا الصلاة يقيموا ; أي إن تقل لهم يقيموا ; قاله الأخفش .
[ ص: 87 ] ورده قوم ; قالوا : لأن قول الرسول لهم لا يوجب أن يقيموا . وهذا عندي لا يبطل قوله ; لأنه لم يرد بالعباد الكفار بل المؤمنين ، وإذا قال الرسول لهم : أقيموا الصلاة ، أقاموها ; ويدل على ذلك قوله : " لعبادي الذين آمنوا " . والقول الثاني : حكي عن ، وهو أن التقدير : قل لهم أقيموا ، يقيموا ; فيقيموا المصرح جواب أقيموا المحذوف ، وحكاه جماعة ولم يتعرضوا لإفساده ; وهو فاسد لوجهين : المبرد
أحدهما : أن جواب الشرط يخالف الشرط ، إما في الفعل أو في الفاعل أو فيهما ، فأما إذا كان مثله في الفعل والفاعل فهو خطأ ، كقولك : قم تقم ، والتقدير على ما ذكر في هذا الوجه : إن يقيموا يقيموا . والوجه الثاني : أن الأمر المقدر للمواجهة ، ويقيموا على لفظ الغيبة ; وهو خطأ إذا كان الفاعل واحدا . والقول الثالث : أنه مجزوم بلام محذوفة ، تقديره : ليقيموا فهو أمر مستأنف ، وجاز حذف اللام لدلالة " قل " على الأمر .
و ( ينفقوا ) مثل يقيموا .
( سرا وعلانية ) : مصدران في موضع الحال .
قال تعالى : ( وسخر لكم الأنهار وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره ( 33 ) ) .
قوله تعالى : ( دائبين ) : حال من الشمس والقمر .
قال تعالى : ( إن الإنسان لظلوم كفار وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ( 34 ) ) .
قوله تعالى : ( من كل ما سألتموه ) : يقرأ بإضافة " كل " إلى " ما " فمن على قول الأخفش زائدة ، وعلى قول المفعول محذوف تقديره : من كل ما سألتموه ما سألتموه . سيبويه
و ( ما ) يجوز أن تكون بمعنى الذي ، ونكرة موصوفة ، ومصدرية ، ويكون المصدر بمعنى المفعول . ويقرأ بتنوين " كل " فما سألتموه على هذا مفعول آتاكم .