قال تعالى : ( ولا يفلح الساحر حيث أتى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ( 69 ) ) .
[ ص: 188 ] قوله تعالى : ( تلقف ) : يقرأ بالجزم على الجواب ، والفاعل ضمير " ما " وأنث لأنه أراد العصا .
ويجوز أن يكون ضمير موسى عليه السلام ، ونسب ذلك إليه ، لأنه يكون بتسببه .
ويقرأ بضم الفاء على أنه حال من العصا ، أو من موسى ; وهي حال مقدرة ، وتشديد القاف وتخفيفها قراءتان بمعنى .
وأما تشديد القاف فعلى تقدير : تتلقف ; وقد ذكر مثله في مواضع .
( إن ما صنعوا ) : من قرأ " كيد " بالرفع ففي " ما " وجهان ; أحدهما : هي بمعنى الذي ، والعائد محذوف . والثاني : مصدرية .
ويقرأ بالنصب على أن تكون " ما " كافة ، وإضافة " كيد " إلى " ساحر " إضافة المصدر إلى الفاعل .
وقرئ كيد سحر ; وهو إضافة الجنس إلى النوع .
قال تعالى : ( الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم ( 71 ) ) .
قوله تعالى : ( في جذوع النخل ) : " في " هنا على بابها ; لأن الجذع مكان للمصلوب ومحتو عليه . وقيل : هي بمعنى على .
قال تعالى : ( فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا ( 72 ) ) قوله تعالى : ( والذي فطرنا ) : في موضع جر ; أي : وعلى الذي . وقيل : هو قسم .
( ما أنت قاض ) : في " ما " وجهان ; أحدهما : هي بمعنى الذي ; أي افعل الذي أنت عازم عليه . والثاني : هي زمانية ; أي اقض أمرك مدة ما أنت قاض .
( هذه الحياة الدنيا ) : هو منصوب بتقضي ، و " ما " كافة ; أي تقضي أمور الحياة الدنيا .
[ ص: 189 ] ويجوز أن يكون ظرفا ، والمفعول محذوف . فإن كان قد قرئ بالرفع فهو خبر إن .
قال تعالى : ( وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا ( 73 ) ) . قوله تعالى : ( وما أكرهتنا ) : في " ما " وجهان ; أحدهما : هي بمعنى الذي معطوفة على الخطايا . وقيل : في موضع رفع على الابتداء ، والخبر محذوف ; أي وما أكرهتنا عليه مسقط أو محطوط .
و ( من السحر ) : حال من " ما " أو من الهاء .
والثاني : هي نافية ، وفي الكلام تقديم ، تقديره : ليغفر لنا خطايانا من السحر ولم تكرهنا عليه .
قال تعالى : ( إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا ( 74 ) ) .
قوله تعالى : ( إنه من يأت ) : الضمير هو الشأن والقصة .
قال تعالى : ( جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى ( 76 ) ) .
قوله تعالى : ( جنات عدن ) : هي بدل من الدرجات ; ولا يجوز أن يكون التقدير : هي جنات ; لأن " خالدين فيها " حال ; وعلى هذا التقدير لا يكون في الكلام ما يعمل في الحال ، وعلى الأول يكون العامل في الحال الاستقرار ، أو معنى الإشارة .