[ ص: 194 ] قال تعالى : ( يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا ( 102 ) يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا ( 103 ) ) .
قوله تعالى : ( ينفخ ) بالياء على ما لم يسم فاعله ، وبالنون والياء على تسمية الفاعل .
و ( زرقا ) : حال . و ( يتخافتون ) : حال أخرى بدل من الأولى ، أو حال من الضمير في زرقا .
قال تعالى : ( فيذرها قاعا صفصفا ( 106 ) لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ( 07 ) يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ( 108 ) ) .
قوله تعالى : ( فيذرها ) : الضمير للأرض ; ولم يجر لها ذكر ، ولكن الجبال تدل عليها .
و ( قاعا ) : حال .
و ( لا ترى ) : مستأنف ; ويجوز أن يكون حالا أيضا ، أو صفة للحال .
( لا عوج له ) : يجوز أن يكون حالا من الداعي ، وأن يكون مستأنفا .
قال تعالى : ( ورضي له قولا يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ( 109 ) ) .
قوله تعالى : ( إلا من أذن ) : " من " في موضع نصب بـ " تنفع " .
وقيل : في موضع رفع ; أي إلا شفاعة من أذن ; فهو بدل .
قال تعالى : ( وقد خاب من حمل ظلما وعنت الوجوه للحي القيوم ( 111 ) ) .
قوله تعالى : ( وقد خاب ) : يجوز أن يكون حالا ، وأن يكون مستأنفا .
قال تعالى : ( ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما ( 112 ) ) قوله تعالى : ( فلا يخاف ) : هو جواب الشرط ، فمن رفع استأنف ، ومن جزم فعلى النهي .
قال تعالى : ( لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد ( 113 ) ) .
[ ص: 195 ] قوله تعالى : ( وكذلك ) : الكاف نعت لمصدر محذوف ; أي إنزالا مثل ذلك .
( وصرفنا فيه من الوعيد ) : أي وعيدا ، وهو جنس ، وعلى قول الأخفش " من " زائدة .
قال تعالى : ( من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن ( 114 ) ) .
قوله تعالى : ( يقضى ) : على ما لم يسم فاعله . و " وحيه " : مرفوع به . وبالنون وفتح الياء ، ووحيه نصب .
قال تعالى : ( ولم نجد له عزما ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي 115 ) .
قوله تعالى : ( له عزما ) : يجوز أن يكون مفعول " نجد " بمعنى : نعلم . وأن يكون عزما مفعول " نجد " ويكون بمعنى : نصب .
و " له " : إما حال من عزم ، أو متعلق بنجد .
قال تعالى : ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ( 116 ) ) .
قوله تعالى : ( أبى ) : قد ذكر في البقرة [ البقرة : 34 ] .
قال تعالى : ( فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك ( 117 ) ) .
قوله تعالى : ( فتشقى ) : أفرد بعد التثنية لتتوافق رءوس الآي مع أن المعنى صحيح ; لأن آدم عليه السلام هو المكتسب ، وكان أكثر بكاء على الخطيئة منها .
قال تعالى : ( وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ( 119 ) ) .
قوله تعالى : ( وأنك ) : يقرأ بفتح الهمزة عطفا على موضع " ألا تجوع " وجاز أن تقع " أن " المفتوحة معمولة لأن لما فصل بينهما ، والتقدير : أن لك الشبع والري والكن .
ويقرأ بالكسر على الاستئناف ، أو العطف على " إن " الأولى .