[ ص: 322 ] قال تعالى : ( واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك ( 37 ) ) .
قوله تعالى : ( والله أحق أن تخشاه ) : قد ذكر مثله في التوبة .
قال تعالى : ( ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ( 39 ) ) .
قوله تعالى : ( الذين يبلغون ) : هو نعت للذين خلوا . ويجوز أن ينتصب على إضمار أعني ، وأن يرتفع على إضمار " هم " .
قال تعالى : ( ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ( 40 ) ) .
قوله تعالى : ( ولكن رسول الله ) : أي ولكن كان رسول الله وكذلك ( وخاتم النبيين ) .
ويقرأ بفتح التاء على معنى المصدر ، كذا ذكر في بعض الأعاريب .
وقال آخرون : هو فعل مثل فاعل بمعنى ختمهم . وقال آخرون : هو اسم بمعنى آخرهم ؛ وقيل : هو بمعنى المختوم به النبيون ، كما يختم بالطابع . وبكسرها : أي آخرهم .
قال تعالى : ( من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن ( 49 ) ) .
قوله تعالى : ( تعتدونها ) : تفتعلونها من العدد ؛ أي تعدونها عليهن ، أو تحسبون بها عليهن . وموضعه جر على اللفظ ، أو رفع على الموضع .
والسراح : اسم للتسريح ، وليس بالمصدر .
قال تعالى : ( اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك ( 50 ) ) .
[ ص: 323 ] قوله تعالى : ( وامرأة مؤمنة ) : في الناصب وجهان ؛ أحدهما : أحللنا في أول الآية ؛ وقد رد هذا قوم وقالوا : أحللنا ماض ، و " إن وهبت " هو صفة للمرأة مستقبل ، و " أحللنا " في موضع جوابه ، وجواب الشرط لا يكون ماضيا في المعنى . وهذا ليس بصحيح ؛ لأن معنى الإحلال هاهنا الإعلام بالحل إذا وقع الفعل على ذلك ، كما تقول : أبحت لك أن تكلم فلانا إن سلم عليك . الوجه الثاني : أن ينتصب بفعل محذوف ؛ أي ونحل لك امرأة .
ويقرأ " أن وهبت " بفتح الهمزة ، وهو بدل من امرأة بدل الاشتمال وقيل : التقدير : لأن وهبت .
و ( خالصة ) : يجوز أن يكون حالا من الضمير في وهبت ، وأن يكون صفة لمصدر محذوف ؛ أي هبة خالصة .
ويجوز أن يكون مصدرا ؛ أي أخلصت ذلك لك إخلاصا . وقد جاءت فاعلة مصدرا مثل العاقبة والعافية .
و ( لكيلا ) : يتعلق بأحللنا .
قال تعالى : ( ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حليما ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ( 51 ) ) .
( ومن ابتغيت ) : " من " في موضع نصب بابتغيت ، وهي شرطية ، والجواب : " فلا جناح عليك " .
ويجوز أن يكون مبتدأ ، والعائد محذوف ؛ أي والتي ابتغيتها ، والخبر " فلا جناح "
. قوله تعالى : ( كلهن ) : الرفع على توكيد الضمير في ( يرضين ) والنصب على توكيد المنصوب في ( آتيتهن ) .