الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                مسألة

                                                                                                                تقدم أن المدرك إنما هو المثل ، وبه خرج الجواب عن كون رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى في الآن الواحد في مكانين ، فأجاب الصوفية بأنه عليه السلام كالشمس ترى في أماكن عدة ، وهي واحدة وهو باطل ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يراه زيد في بيته ، ويراه الآخر بمحلته داخل بيته ، أو في مسجده ، والشمس لا ترى إلا في مكان واحد ، ولو رئيت في بيت إنسان لما رئيت في بيت آخر في ذلك الزمان ، فظهر أن الحق ما يقوله العلماء ، وهو أن المدرك المثل لا نفس الحقيقة ، وأنه معنى قوله عليه السلام : " من رآني فقد رآني حقا ، فإن الشيطان لا يتمثل بي . من رأى مثالي فقد رأى مثالي حقا ، فإن الشيطان لا يتمثل بمثالي " ، وأن الخبر إنما يشهد بعصمة المثال عن الشيطان ، ونص الكرماني في كتابه الكبير في تفسير المنام : أن الرسل ، والكتب المنزلة ، والملائكة ، والسحب أيضا كذلك ، وما عداه من المثل يمكن أن تكون حقا ، ويمكن أن تكون من قبل الشيطان .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية