الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                [ ص: 273 ] مسألة

                                                                                                                قال العلماء : لا تصح رؤية النبي عليه السلام قطعا إلا لرجلين : صحابي رآه ، أو حافظ لصفته حفظا حصل له من السماع ما يحصل للرائي له عليه السلام من الرؤية حتى لا يلتبس عليه مثاله مع كونه أسود ، أو أبيض ، وشيخا ، أو شابا إلى غير ذلك من صفات الرائين الذي يظهر فيه كما يظهر في المرآة أحوال الرائين ، وتلك الأحوال صفة للرائين لا للمرآة .

                                                                                                                قلت لبعض مشايخي رحمهم الله : فكيف يبقى المثال مع هذه الأحوال المتضادة ؟ قال لي لو كان لك أب شاب فغبت عنه ، ثم جئته فوجدته شيخا ، أو أصابه يرقان فاصفر ، أو اسود لونه ألست تشك فيه ؟ قلت : لا ، فقال لي : ما ذاك إلا لما ثبت في نفسك من مثاله ، فكذلك من ثبت في نفسه مثال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا لا يشك فيه مع تغير الأحوال ، وإلا فلا لا يثق بأنه رآه عليه السلام ، بل يجوز أن يكون هو ، ويجوز أن يكون غيره ، وإذا صح له المقال فالسواد يدل على ظلم الرأي ، والعمى يدل على عدم إيمانه ; لأنه إدراك ذهب ، وقطاع اليد يدل على أنه منع من ظهور الشريعة وأضعفها ، وكونه أمرد يدل على استهزائه بالنبوة ; لأن الشاب يحتقر ، وكونه شيخا يدل على تعظيمه للنبوة ; لأن الشيخ يعظم ، ونحو ذلك .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية